خطة إسرائيل لمرحلة جديدة من حرب غزة.. 4 محاور و«حماس» خارج المعادلة
بالتزامن مع تصريحات إسرائيلية دعت لـ«تهجير الفلسطينيين» من غزة، كشفت الدولة العبرية النقاب، عن خطط لمرحلة جديدة في حربها على القطاع.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير دعا الإثنين إلى عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب وإلى «تشجيع» السكان الفلسطينيين على الهجرة، غداة دعوة مماثلة صدرت عن وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وبعد أيام من تلك التصريحات التي أدانتها دول عربية وغربية ووسط تصعيد القصف الإسرائيلي على غزة، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس عن خطط إسرائيل للمرحلة التالية من حربها في غزة.
وقال الوزير الإسرائيلي، في بيان، إن الدولة العبرية تعتزم اتباع نهج جديد أكثر استهدافا في الجزء الشمالي من القطاع وملاحقة مستمرة لقيادات «حماس» في الجنوب.
وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي، أنه بعد الحرب لن تعود حماس للسيطرة على غزة التي من المقرر أن تديرها هيئات فلسطينية طالما لم يكن هناك تهديد لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الدولة العبرية ستحتفظ بالحرية في العمليات، لكن لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي.
وتابع: «هناك فلسطينيون يعيشون في قطاع غزة، ومن سيتحمل المسؤولية هي جهات فلسطينية، بشرط ألا تكون معادية لدولة إسرائيل ولا يمكنها العمل ضد إسرائيل».
ولم يستبعد إمكانية سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة في المستقبل، قائلا «إن أي جهة فلسطينية أخرى غير حماس مرشحة لأن تدير شؤون القطاع في اليوم التالي للحرب».
وأشار غالانت إلى أن «هناك ثلاثة مبادئ أمنية ستضمنها إسرائيل في نهاية الحرب، الأول هو أن حماس لن تسيطر على قطاع غزة ولن تشكل تهديدا أمنيا لمواطني إسرائيل، والمبدأ الثاني هو أن إسرائيل سوف تحافظ على حرية النشاط العسكري في قطاع غزة، والمبدأ الثالث هو أنه لن تكون هناك أي قيود على ممارسة القوة العسكرية الإسرائيلية في القطاع».
فما تفاصيل الخطة الإسرائيلية للمرحلة الجديدة من الحرب؟
وتقوم الخطة على 4 عناصر وهي: سيطرة عسكرية إسرائيلية، وقوة عمل دولية بقيادة الولايات المتحدة ستتولى إعادة إعمار قطاع غزة، حكومة محلية مدنية تعتمد على مسؤولين محليين في غزة، والتعاون مع مصر فيما يتعلق بدخول البضائع إلى القطاع.
ومن المقرر أن يكون غالانت قدم الخطة إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) مساء اليوم الخميس.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن «الخطة تشمل السيطرة العسكرية الإسرائيلية، حيث ستحافظ تل أبيب على حرية العمل العسكرية الكاملة ولن تكون هناك قيود على استخدام القوة لضمان عدم إنشاء قوة عسكرية معادية وعدم سيطرة حماس بعد الآن».
وأضافت: «يدعو الاقتراح أيضا إلى تشكيل هيئة دولية لإعادة الإعمار تقودها الولايات المتحدة، إلى جانب فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ودول عربية».
وتابعت: «ستقام حكومة محلية مدنية تعتمد على مسؤولين محليين في غزة، والتعاون مع مصر فيما يتعلق بالمرور المدني لدخول البضائع»، مضيفة: «الاقتراح يتضمن عدم وجود مدني إسرائيلي (أي استيطان) في قطاع غزة بعد تحقيق أهداف القتال، وبالإضافة إلى ذلك، تقرر أن تحتفظ إسرائيل بالحق في تفتيش أي بضائع تدخل قطاع غزة».
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه «سيتم اتخاذ تدابير أمنية فوق وتحت الأرض (مضادة للأنفاق)»، مستدركة: «يبقى سؤال واحد فقط مفتوحا، وقد يكون الأكثر أهمية على الإطلاق: من سيحصل على سلطة الأمن بالقطاع؟ وبعبارة أخرى، من ستكون القوة المسلحة التي ستقوم بموافقة إسرائيل بدوريات في الشوارع التي سيعاد سكانها، وكيف ستضمن إسرائيل عدم توجيه الأسلحة إلى السكان الإسرائيليين؟»
مفقودون جدد
تصريحات تزامنت مع إعلان الجيش الإسرائيلي الخميس أن ثلاثة إسرائيليين اعتبروا في عداد المفقودين منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، محتجزون كرهائن في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري للصحافيين إن «ثلاثة مواطنين كانوا في عداد المفقودين يعتبرون حاليا ضمن الرهائن وقد تم إبلاغ عائلاتهم» بالأمر.
وفي محاولة من الولايات المتحدة الأمريكية لمنع اتساع رقعة حرب غزة، يجري وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة تشمل 9 دول، في المنطقة.
جولة بلينكن
جولة قالت عنها وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشمل خمس دول عربية والضفة الغربية وتركيا واليونان، بالإضافة إلى محطته المعلنة سابقا إسرائيل، لمناقشة مسائل من بينها «إجراءات فورية لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كبير».
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن بلينكن سيناقش أيضا «منع اتساع رقعة النزاع»، بعد أيام على مقتل القيادي في حركة حماس صالح العاروري في لبنان، مضيفًا: «سيناقش الخطوات المحددة التي يمكن للأطراف القيام بها، بما في ذلك الكيفية التي يمكنهم من خلالها استخدام نفوذهم مع آخرين في المنطقة لمنع التصعيد».
وبحسب ميلر، فإن «تجاوز النزاع حدود غزة أمر لا يصب في مصلحة أحد، لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم»، مشيرًا إلى أن «بلينكن سيزور مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة».
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز