حرب غزة بيومها الـ127.. رفح على فوهة بركان والنازحون: إلى أين؟
لا شيء سوى الرعب يخيم على رفح التي تطوقها أحزمة النار ويحاصرها شبح اجتياح إسرائيلي قد يقبر الآمال في آخر ملاذ للنازحين بقطاع غزة.
ويقصف الجيش الإسرائيلي، السبت، منطقة رفح بأقصى جنوب القطاع، في وقت أمر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه بإعداد "خطّة لإجلاء" مئات آلاف المدنيّين من المدينة قبل هجوم برّي مُحتمل.
- رفح الفلسطينية.. «طنجرة الضغط» تستغيث بـ«التاريخ والجغرافيا»
- نتنياهو يوعز بوضع خطة لعملية عسكرية في رفح.. مرحلة جديدة؟
وفجر اليوم، أفاد شهود بحصول غارات في محيط مدينة رفح التي بات يسكنها الآن نحو 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان قطاع غزّة، وهم في غالبيّتهم العظمى أشخاص لجأوا إليها هربًا من العنف شمالًا.
وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي جيشه الجمعة بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيّين من رفح، وسط خشية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة من هجوم محتمل لإسرائيل على هذه المدينة التي تُشكّل ملاذًا أخيرًا للنازحين من الحرب في قطاع غزّة.
وأفاد مكتب نتنياهو في بيان بأنّه "يَستحيل تحقيق هدف الحرب دون القضاء على حماس. من الواضح أنّ أيّ نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلّب أن يُخلي المدنيّون مناطق القتال".
وأضاف البيان: "في هذا السياق، أمر نتنياهو القوّات والمسؤولين الأمنيّين الإسرائيليّين بتقديم خطّة لإجلاء السكّان والقضاء على كتائب" حماس.
وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع، محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة.
وقال عادل الحاج، وهو نازح في المدينة "إذا اجتاح (الجيش الإسرائيلي) رفح، كما قال نتنياهو، ستحدث مجازر، ويمكن لنا وقتئذٍ أن نودّع البشريّة جمعاء".
"عواقب كارثيّة"
في رفح، دُمّرت الجمعة خلال النهار مبانٍ عدّة، وفقًا لمصوّري فرانس برس. وفي أحد الأحياء، شوهد أشخاص يحملون جثث ثلاثة أطفال قُتِلوا في قصف.
وقالت ناديا هاردمان، الباحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في "هيومن رايتس ووتش"، إنّ "إجبار أكثر من مليون فلسطيني نازح في رفح على الإخلاء مرّةً أخرى، دون العثور على مكان آمن يذهبون إليه، سيكون غير قانونيّ وقد تنتج عنه عواقب كارثيّة".
وأضافت: "لا يوجد مكان آمن في غزّة. يجب على المجتمع الدولي اتّخاذ إجراءات لمنع فظائع جديدة"، وذلك في حين أعربت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، عن مخاوفها على مصير المدنيّين هناك.
وحذّرت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع من أنّ "تنفيذ عمليّة مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة".
وفي انتقاد ضمنيّ نادر لإسرائيل منذ بدء الحرب بينها وبين حماس قبل أربعة أشهر، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنّ "الردّ في غزّة... مُفرط"، مؤكّدا أنّه بذل جهودًا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيّين.
محادثات وضربات وخفض تصنيف
توازيًا مع المسار العسكري، تتواصل الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب، حيث شهدت القاهرة الخميس محادثات جديدة، بقيادة مصر وقطر، سعيًا للتوصّل إلى اتّفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل.
وانتهت هذه المحادثات الجمعة، حسبما أكّد مسؤول في حماس لفرانس برس. وقال "وفد حماس غادر القاهرة"، مضيفًا أنّه "ينتظر ردًّا من إسرائيل"، دون أن يخوض في تفاصيل.
وعلى جبهة عسكريّة أخرى، أعلن حزب الله الجمعة أنّه أطلق عشرات الصواريخ على موقع للجيش الإسرائيلي في الجولان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته شنّ غارات جوّية على مواقع لحزب الله في الجنوب اللبناني على الحدود مع شمال إسرائيل.
وليل الجمعة السبت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ إسرائيل شنّت ضربات جوّية استهدفت "مبنى سكنيًّا" غرب العاصمة السوريّة دمشق، فيما تحدّثت وكالة الأنباء الرسميّة السوريّة (سانا) عن تسجيل أضرار "مادّية".
ووسط هذه التطوّرات، خفّضت وكالة موديز الأمريكيّة الجمعة، التصنيف الائتماني لإسرائيل بدرجة واحدة، من A1 إلى A2، بسبب تأثير النزاع المستمرّ الذي تخوضه مع حماس في غزّة.
وهذه هي المرّة الأولى التي تشهد فيها إسرائيل تخفيضًا في تصنيفها على المدى الطويل، وفقًا لبلومبرغ.
وقف حرب غزة وإحلال السلام.. رسائل الإمارات باجتماع الرياض