الصحافة في غزة.. مهنة البحث عن الموت
تعرف الصحافة بأنها مهنة البحث عن المتاعب، لكنها في غزة باتت مهنة البحث عن الموت.
فمنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة قبل 76 يوما سقط عشرات الصحفيين قتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
لجنة حماية الصحفيين، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، قالت في تقرير لها يوم الخميس إن الأسابيع العشرة الأولى من حرب إسرائيل وغزة كانت الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحفيين، مع تسجيل مقتل أكبر عدد من الصحفيين خلال عام واحد في مكان واحد.
وبحسب تقرير اللجنة فإن الحرب شهدت مقتل 68 صحفيا، من بينهم 61 فلسطينيا و3 لبنانيين و4 إسرائيليين.
التقرير أعرب عن قلق اللجنة "على وجه التحديد إزاء وجود نمط واضح لاستهداف الصحفيين وأسرهم من الجيش الإسرائيلي"، وهو ما نفاه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قائلا إن القوات لا تستهدف الصحفيين.
وأكدت اللجنة أنها ستواصل التحقيق في ظروف مقتل جميع الصحفيين، مشيرة إلى أن جهود التحقيقات في غزة تعطلت بسبب تدمير أنحاء واسعة من القطاع، ومقتل أفراد أسر الصحفيين الذين غالبا ما يمثلون مصادر للمحققين للنظر في كيفية مقتل الصحفيين.
وحذرت اللجنة من أن الصحافة في غزة تتعرض للتقييد بشكل حاد تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف مع تكرر انقطاع الاتصالات ونقص الأغذية والوقود والمأوى، مضيفة أن صحفيين أجانب لم يتمكنوا من الوصول بشكل مستقل إلى القطاع في أغلب وقت الحرب.
وفي مايو/أيار الماضي، ذكر تقرير صادر عن اللجنة ذاتها إلى أن الجنود الإسرائيليين قتلوا ما لا يقل عن 20 صحفيا في الـ22 عاما الأخيرة، وأن أحدا لم يُتهم أو يُحاسب مطلقا.
وخلص تحقيق أجرته رويترز في وقت سابق هذا الشهر إلى أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل عصام العبدالله، صحفي الفيديو برويترز، وأصاب ستة صحفيين بإطلاق قذيفتين في تتابع سريع من إسرائيل، بينما كان الصحفيون يصورون قصفا عبر الحدود.
ومنذ 76 يوما يشهد قطاع غزة حربا بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بهجوم مسلح وغير مسبوق نفذته حركة حماس داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
وأسفر الهجوم عن سقوط 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية، فيما احتُجز حوالي 240 رهينة.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا، وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة التي تديرها حركة حماس إن القصف الإسرائيلي خلف أكثر من 20 ألف قتيل.