اليوم الـ76 للحرب بغزة.. مقترح «هدنة طويلة» تحت الرصاص
تسير عجلة مقترحات ومفاوضات التهدئة بشكل أسرع مع دخول الحرب في غزة يومها الـ76، رغم وقوع اشتباكات واسعة في عدة مناطق.
إذ نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصادر، لم تسمها، أنّ الحكومة الإسرائيلية عرضت صفقة تتضمن إطلاق سراح 30 إلى 40 رهينة لدى حماس، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين بارزين والانسحاب بشكل جزئي من بعض مناطق غزة.
العرض يشمل أيضا تهدئة لمدة أسبوعين إلى شهر، وفق القناة التي نقلت أيضا عن مسؤولين، أن إسرائيل قد تغير بعض الترتيبات العسكرية في غزة، إذا تمت الصفقة.
بدورها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن تل أبيب أبلغت الدوحة بأنها مستعدة لهدنة لمدة أسبوع على الأقل، مقابل الإفراج عن 40 محتجزا لدى حركة حماس.
فيما قال البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، إن المحادثات بشأن هدنة جديدة في غزة جادة للغاية، مؤكدا أن واشنطن تضغط للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.
تصويت مجلس الأمن
في هذا الإطار، وللمرة الثالثة، أجل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، التصويت على مشروع قرار بشأن الحرب في غزة.
وقال رئيس مجلس الأمن خوسيه خافيير دول لا غاسكا لوبيز-دومينيغيز إن "مجلس الأمن اتفق على مواصلة المفاوضات اليوم لإتاحة وقت إضافي للدبلوماسية.. ستحدد رئاسة المجلس موعدا جديدا لصباح غد الخميس".
ودعت المسودة الأخيرة للقرار التي أعدتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى "تعليق" الأعمال القتالية في قطاع غزة إفساحا في المجال لإدخال المساعدة الإنسانية.
وكان مقررا أن يتم التصويت على القرار يوم أول أمس الإثنين وتم تأجيل التصويت إلى الثلاثاء لمزيد من المفاوضات بين كافة الأطراف وهو نفس السبب الذي تم التأجيل بسببه من الثلاثاء إلى الأربعاء، قبل أن يقرر المجلس التأجيل الثالث ليوم غد الخميس.
اشتباكات مكثفة
ميدانيا، تجددت الاشتباكات بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية في محيط موقع الإدارة التابعة لكتائب القسام؛ الجناح العسكري للحركة الفلسطينية، شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي إصابة 5 جنود -بينهم ضابط من سلاح المدرعات- بجروح خطيرة في معارك خان يونس بقطاع غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، مقتل ضابطين وجندي في معارك بجنوب القطاع الذي يعاني قطع في الاتصالات لليوم الثاني على التوالي.
واليوم أيضا، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع عدة وسط قطاع غزة، خاصة على جباليا.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة العمليات الإسرائيلية في غزة إلى 20 ألف قتيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس الأربعاء.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وأعلنت الحرب عليها، ردا على هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على أراضيها وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادا إلى أحدث الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
كما تم احتجاز حوالى 250 شخصا رهائن خلال هجوم حركة حماس، 129 منهم لا يزالون محتجزين في غزة، وفق إسرائيل.
ورغم الدعوات المتعددة إلى حماية المدنيين، تستمر الغارات الإسرائيلية المميتة على قطاع غزة، وكذلك القتال البري، في حين يعاني نصف السكان المدنيين الجوع، وفق الأمم المتحدة.
ويعاني القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، أزمة إنسانية خطيرة إذ باتت معظم مستشفياته خارج الخدمة فيما نزح نحو 1,9 مليون نسمة، أي 85% من سكانه، من شمال القطاع إلى جنوبه هربا من الدمار والقصف، وفق الأمم المتحدة.
وأفاد تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الأربعاء بأنّ نصف سكان القطاع يعانون الجوع الشديد أو الحاد وأن 90% منهم يحرمون بانتظام من الطعام ليوم كامل.
ورغم دخول 127 شاحنة مساعدات وبضائع إلى القطاع الثلاثاء من خلال معبري رفح مع مصر وكرم أبو سالم في شمال إسرائيل، فإن هذه الإمدادات لا تكفي لتلبية أبسط حاجات السكان.
وذكر التقرير أن 10% فقط من المواد الغذائية الضرورية حاليا دخلت إلى قطاع غزة خلال الأيام الـ70 الأخيرة.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA= جزيرة ام اند امز