نقل جثتها ولم يعرف أنها أمه.. قصة مسعف فلسطيني في غزة
لم يكن يعرف أن الجثة التي ينقلها لأمه، كان كل ما يعرفه أن أحدا قضى بصاروخ إسرائيلي، وأنه يقوم بعمله كما يفعل كل يوم مذ بدأت الحرب.
كان عبدالعزيز البرديني يقوم بعمله اليومي باعتباره مسعفا، وكما تحتم الأحداث في ظل الحرب المستعرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحركة حماس، توجه رفقة زملائه إلى موقع الغارة.
نتنياهو يجدد سقف حرب غزة.. ويستفز إيران بـ«نقطة ضعفها»
«غابة الضوضاء».. حين تروي الذكريات المؤلمة حطام غزة
حكاية وجع
في ذلك اليوم، استهدفت الغارة الإسرائيلية سيارة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، ووصل عبدالعزيز إلى موقع الغارة، وكان نصيبه أن ينقل جثة امرأة.
كان الجثمان مغطى بالدم وكانت ملامحه مشوهة جراء ما تعرض له من إصابات، ومع تغطيته بقطعة القماش البيضاء، بدا أن الأمر روتيني لأبعد الحدود في ظل الحرب.
وبالفعل، نقل عبدالعزيز الجثة إلى مستشفى «شهداء الأقصى» القريب والواقع في مدينة دير البلح.
وحين وصل، وبطريقة ما، رفع قطعة القماش عن وجه الضحية، وكأن في داخله صوت يحثه على التحقق من ملامح السيدة التي نقلها.
«والله ما عرفتك»
رغم أن الجثة كانت مشوهة جراء إصاباتها، فإنه لاحظ تشابه الملامح، وأدرك حينها أن والدته كانت من بين الضحايا الذين كان يحاول علاجهم.
حدث ذلك في أقل من 10 دقائق كانت كافية لتقلب حياة ذلك المسعف الشاب، الذي انهار على جثمان والدته وهو يصرخ «والله ما عرفتك يما (يا أمي)».
وانخرط عبدالعزيز في نوبة بكاء حار وسط محاولات زملائه لمواساته في مصابه الجلل.
مأساة جديدة توثقها عدسات كاميرات الموجودين بالمستشفى في ذلك اليوم العصيب على المسعف، تنضاف إلى قائمة طويلة من الحكايات المشابهة: حكايات الفقد والبكاء والنعي، التي باتت من يوميات سكان القطاع.
وأمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن حصيلة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة ارتفعت إلى 43204 قتيلا على الأقل.
aXA6IDE4LjIyNy43OS4yNTMg
جزيرة ام اند امز