فاقمت معاناتهم.. فلسطينيو غزة تحت «قصف» الأمطار الغزيرة (صور)
عادة ما تحمل الأمطار الخير ويتفاءل الناس بهطولها لكن في قطاع غزة الأمر مختلف.
فقد فاقمت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة في غزة الليلة الماضية من معاناة العائلات النازحة حيث مزقت الخيام الهشة وأغرقتها بالمياه وغمرت الملابس والبطاطين وأصابت الجميع بالبرد.
ففي مخيم للخيام في رفح يقع على أرض رملية تتناثر فيها القمامة، كان الناس يحاولون التعافي بعد ليلة رهيبة، حاملين دلاء من الرمال لتغطية البرك داخل خيامهم أو خارجها مباشرة، وعلقوا ملابس مبتلة.
وتمتلك بعض العائلات خياما مناسبة لكن البعض الآخر يكتفي بالقماش المشمع أو البلاستيك الرقيق الشفاف المصنوع لحماية البضائع وليس لتوفير المأوى للناس.
والعديد من الخيام لا تحتوي حصر أو أي شيء يفترشونه على الأرض لذلك أمضى الناس الليل متجمعين على الرمال الرطبة.
الأسر تغرق
وقال رمضان محداد، وهو رجل في منتصف العمر كان يحاول إصلاح مأوى عائلته المصنوع من شرائح من الخشب الرقائقي وغطاء بلاستيكي رقيق "النايلون اتمزع (تمزق) علينا ونزلت المياه واتبهدلنا في المطر.. دخل المطر".
وكان قميص محداد الأبيض ذو الخطوط يحتوي على بقع كبيرة مبللة حول الياقة وعلى كلا الكتفين.
وقال "حاولنا بقدر استطاعتنا أن نساعد أنفسنا عشان المطر ميدخلش (لكي لا يدخل المطر)، دخل المطر مفيش فايدة (لا جدوى). النايلون ما بيحمي (لا يحمي) الناس اللي نايمين تحتيه (أسفله)".
وكانت الشقوق واضحة في الملاذات المصنوعة من البلاستيك لعائلات أخرى، وظهرت برك المياه في الداخل. وقامت إحدى العائلات بوضع كتلة إسمنتية عند المدخل لتكون بمثابة سد إضافة إلى طوب أصغر بالداخل يشبه الحجارة.
وقالت ياسمين مهني إنها استيقظت ليلا لتجد طفلها الأصغر البالغ من العمر 7 أشهر مبللا.
وتتقاسم أسرتها المكونة من خمسة أفراد غطاء واحدا بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية منزلهم وفقدوا أحد أطفالهم فضلا عن جميع ممتلكاتهم.
وقالت ياسمين وهي تعلق الملابس المبللة خارج خيمتها "الدار انهدمت، والولد استشهد، وطلعت برأسي، وهذا خامس مكان أصل فيه، بدون شنطة، وأنا بملابس نص كم (صيفية)".
الخوف من التهجير
تقع مدينة رفح، بجوار الحدود مع مصر، في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث يتوافد الناس بأعداد متزايدة بحثا عن ملجأ وهربا من القتال العنيف بين إسرائيل وحركة حماس والذي يدور الآن في شمال وجنوب القطاع.
وقالت إيناس، وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 38 عاما، إنها اضطرت وعائلتها إلى الفرار 4 مرات منذ بدء الحرب، أولا من منطقة "التوام" بشمال مدينة غزة إلى حي تل الهوى، ومن مخيم النصيرات للاجئين بوسط غزة إلى مدينة خان يونس، والآن إلى رفح.
وأضافت أن الأسرة كانت تمتلك في السابق منزلا مكونا من 5 طوابق وسوبر ماركت، وقد تعرض للتدمير الكامل.
وقالت "أتمنى انتهاء الحرب وعدم قيام القوات الإسرائيلية بغزو رفح بريا". معربة عن شعورها بالرعب من احتمال النزوح إلى مصر وهو شعور سائد بين سكان غزة.
وأضافت "هذا هو أسوأ كابوس لنا، حيث لا نعرف إذا توسعت الحرب البرية في رفح، هل نذهب إلى البحر أم إلى سيناء".
وناشدت العالم وقف إسرائيل عن الحرب.
وتنفي إسرائيل أن يكون لديها أي خطط لدفع الفلسطينيين إلى سيناء، بينما قالت مصر إنها لا تريد وصول أعداد كبيرة من الناس من غزة.
ومع ذلك، فقد تم اختراق السياج الحدودي بين غزة ومصر في الماضي، مما أثار المخاوف من احتمال حدوث عملية نزوح غير منضبطة هذه المرة.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز