حماس ونتنياهو تحت الضغط.. ضوء في نهاية نفق الحرب
مع دخول الحرب في غزة شهرها العاشر بدأ ضوء خافت يلوح في نهاية النفق المظلم، يتمثل في انفراجة قد تؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
فحركة حماس تريد اتفاقا بعد أن أدركت حجم الدمار في قطاع غزة ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى على حكومته من الانهيار.
ويتعين على الوسطاء من مصر وقطر في الأسابيع القليلة المقبلة تحويل موافقة حماس ونتنياهو المبدئية إلى اتفاق تفصيلي ولكن المهمة ليست سهلة.
فقد غادر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار إلى العاصمة المصرية، اليوم الإثنين، للتباحث مع المسؤولين في المخابرات المصرية بالتوصل إلى اتفاق مع حماس.
وبعد غد الأربعاء ينعقد اجتماع رباعي بمشاركة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس "الموساد" الإسرائيلي دافيد بارنياع ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وستكون المهمة الشاقة للوسطاء هي التوفيق ما بين رغبة حماس في التعويض عن الدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة، في حين يرى نتنياهو في ذلك بداية النهاية لحكومته.
فحماس تدرك أنها بحاجة إلى اتفاق يجلب بعض التعويض مثل إطلاق سراح أسرى من السجون الإسرائيلية ووقف الحرب وإفساح الطريق أمام إعادة إعمار غزة، ضمن معادلة جديدة تخرج قطاع غزة من الحصار.
مخاوف نتنياهو
ولكن نتنياهو يدرك أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار حكومته في ظل معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش وقطاعات من حزبه (الليكود) لهذا الاتفاق.
وقال سموتريتش في تغريدة على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا)، اليوم الإثنين إن "حماس تنهار وتستجدي وقف إطلاق النار.. هذا هو الوقت المناسب للضغط على الرقبة حتى نسحق العدو ونكسره".
وأضاف أن "إن التوقف الآن، قبل النهاية مباشرة، والسماح لها (حماس) بالتعافي لقتالنا مرة أخرى هو حماقة لا معنى لها من شأنها أن تقضي على إنجازات الحرب التي تم دفعها بالكثير من الدماء. يجب أن نستمر حتى النصر".
ولكن المحلل المختص بالشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل قدم رؤية مختلفة لسبب التقدم الذي تم إحرازه في الأيام الأخيرة.
وقال عاموس مقال، تابعته "العين الإخبارية" إنه "لقد تحقق الاختراق المحتمل في مفاوضات الرهائن بين إسرائيل وحماس، أولاً وقبل كل شيء، بفضل الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة".
وأشار إلى أن رد حماس في الأسبوع الماضي على الاقتراح الإسرائيلي الأميركي الأخير شمل، للمرة الأولى منذ فترة، بعض التخفيف في مطالبها.، وهو ما يفسر التفاؤل النسبي بين كبار المسؤولين في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بشأن التوصل إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة.
وقال إنه"يبدو أن أي تقدم إضافي يعتمد بطرق عديدة على موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وهنا يتلاشى أي تفاؤل بين أعضاء المؤسسة الأمنية والسياسيين أمام الصعوبات وعلامات الاستفهام المتبقية".
وأوضح أنه طوال مفاوضات الأشهر الستة الماضية، عبّر نتنياهو عن رسائل متناقضة ومتناوبة، في البداية روج للصفقة ثم رفضها.
حماس.. خطوة للخلف
وكانت حركة حماس قد تخلت عن مطلبها ربط المرحلة الأولى من الاتفاق بوقف إطلاق نار مستدام وهو المطلب الذي طالما أصر نتنياهو على رفضه.
وعندما تراجعت حماس عن هذا المطلب، وضع نتنياهو شروطا جديدة بما فيها رفض الانسحاب من ممر "نتساريم" الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين وممر فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وسيتعين رؤية تأثير ذلك على المفاوضات، ولكن المصادر الأمنية الإسرائيلية أبدت انزعاجها من إصرار نتنياهو على طرح هذه الشروط مع بداية المفاوضات.
فقد كشفت هيئة البث الإسرائيلية النقاب، اليوم الإثنين، عن أن نتنياهو استدعى مسؤولين أمنيين إسرائيليين للقاء لبحث المفاوضات ولكن قبيل انعقاده أصدر بيانه مساء الأحد.
وقالت: "كان رئيس الوزراء قد دعا، الليلة الماضية، رؤساء الأجهزة الأمنية إلى مناقشة خاصة بشأن صفقة المختطفين".
وأضافت أنه "كان رؤساء الأجهزة الأمنية، بمن في ذلك جميع الأطراف التي تتعامل مع صفقة المختطفين، قد وصلوا بالفعل إلى مكتب نتنياهو في القدس، ولكن بعد وصولهم صدر إعلان غير عادي من مكتب رئيس الوزراء حول الشروط التي وضعها للترويج للصفقة".
وأشارت إلى أنه بحسب المصادر، فإن بعض الحاضرين في النقاش انتقدوا تصرفات رئيس الوزراء الذي وضع الشروط حتى قبل الجلسة.
ونقلت عن مصادر مطلعة قولها إنه "يجب أن تتم المفاوضات داخل الغرفة، وليس من خلال إعلانات لوسائل الإعلام، وبالتأكيد ليس قبل بدء الاجتماع الذي سيحدد استمرار المفاوضات".
وأضافت أن مصادر في المؤسسة الأمنية أثارت مخاوف من أن يمتنع نتنياهو عن الترويج للصفقة بسبب الخوف من حل الحكومة.
وكان مكتب نتنياهو قد حدد 4 شروط للمفاوضات وهي أي صفقة ستسمح لإسرائيل بالعودة والقتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب، ولن يكون من الممكن تهريب الأسلحة إلى حماس من الحدود بين غزة ومصر، كما أن عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة لن تكون ممكنة، وستقوم إسرائيل بتعظيم عدد الرهائن الأحياء الذين ستتم إعادتهم من أسر حماس.
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها بالنسبة لإسرائيل وحصلت على مباركة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستسمح لإسرائيل بإعادة المختطفين دون الإضرار بأهداف الحرب الأخرى.
ومن جهتها، قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: " تساءل كبار المسؤولين المشاركين في المفاوضات عن سبب إصرار إسرائيل على أن وقف إطلاق النار المؤقت لن يستمر كما اقترح الرئيس بايدن حتى يتوصل الطرفان إلى اتفاق".
بينما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير للقناة إن "نتنياهو يتظاهر بأنه يريد الصفقة، لكنه يعمل على نسفها".
وانتقد مصدر مطلع على التفاصيل نتنياهو قائلا: "لماذا نصدر هذا الإعلان قبل مغادرة الوفد مباشرة، ولماذا نؤكد على الثغرات؟".
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز