«خريطة طريق» لهدنة غزة.. أسئلة وأجوبة
مفاوضات غزة تستأنف، غدا الأربعاء، بالعاصمة القطرية، ثم في القاهرة الخميس، وسط اتفاق على نقاط كثيرة.
هذا ما ذكرته قناة «القاهرة الإخبارية» نقلا عن مصدر رفيع، في وقت تحاول فيه قطر ومصر إقناع طرفي النزاع إسرائيل وحركة حماس بالدخول في مفاوضات حول خطة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ عشرة أشهر.
- لأول مرة منذ إغلاق معبر رفح.. وصول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة
- حرب غزة في شهرها العاشر.. غارات مكثفة ومفاوضات مهددة
وفي مايو/ أيار الماضي، حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة ما قال إنها مبادرة إسرائيلية.
وحاليا، يجري الوسطاء اتصالات سرية مع طرفي النزاع اللذين أطلقا انتقادات دبلوماسية قبل محادثات هذا الأسبوع.
وفي ما يلي ما هو معلن عن تلك الجهود:
لماذا الآن؟
بعد عدة محاولات فاشلة لإنهاء الحرب، تزايدت المطالبة الدولية بوقف إطلاق النار.
وتسببت الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بتحول جزء كبير من قطاع غزة حيث يعيش 2.4 مليون شخص إلى أنقاض.
وتقول الأمم المتحدة إن الأطفال في قطاع غزة يموتون من سوء التغذية والجوع.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لا شيء سيوقف السعي إلى القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن.
ويواجه نتنياهو معارضة داخلية وضغوطا دولية حتى من حليفته الرئيسية الولايات المتحدة.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن 1195 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، لا يزال 116 محتجزين رهائن في غزة، بينهم 42 قضوا، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وردّ نتنياهو متعهّدا القضاء على حماس، وأدّى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة حتّى الآن إلى مقتل 83243 شخصًا على الأقلّ غالبيّتهم مدنيّون، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
كم مرحلة؟
في 31 مايو/ أيار الماضي، قال بايدن إن إسرائيل تقترح "خريطة طريق" من ثلاث مراحل لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن في قطاع غزة.
وبحسب الخطة، فإن المرحلة الأولى تستمر لستة أسابيع تتضمن وقفا كاملا ودائما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى مقابل "إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين" لدى إسرائيل وفق ما قاله الرئيس الأميركي.
أما المرحلة الثانية، فقال بايدن إنه وفي حال اتفق الجانبان فسيتم التفاوض على "وقت دائم للأعمال العدائية"، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وبحسب بايدن، يستمر العمل بوقف إطلاق النار طالما المفاوضات مستمرة.
وفي المرحلة الثالثة، وعد بايدن بأن يكون هناك "خطة إعادة إعمار كبرى لغزة" وإعادة رفات الرهائن القتلى.
إنجاز؟
ينظر إلى بدء المحادثات على أنه إنجاز، وقال دبلوماسي مطلع على جهود الوساطة "بالنظر إلى الكراهية وانعدام الثقة بين الطرفين، فإن التحدي الأكبر سيكون حملهم على المشاركة في المحادثات".
وتابع: "لا توجد ضمانات".
والأسبوع الماضي، زار رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع الدوحة، وأكد مكتب نتنياهو أنه لا تزال هناك "ثغرات".
وهذا الأسبوع، سينضم برنيع إلى رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) الموجود في القاهرة برفقة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز.
أما نتنياهو فيتمسك بمطالبه.
وقال مكتبه في بيان إن "أي اتفاق سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".
وأضاف البيان أن على الاتفاق أن يضمن "عدم تهريب الأسلحة إلى حماس من مصر" و"عدم عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة".
وفيما يتعلق بحماس، خففت الحركة من مطالبها بأن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وتتهم نتنياهو بالسعي إلى نسف جهود اتفاق الهدنة.
وحذر رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية من أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة ورفح يهدد بإعادة "عملية التفاوض إلى المربع الأول".
أي رهانات؟
إذا استمرت الحرب فسيخسر الطرفان الكثير.
وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن حليفه بأن "الحرب إلى أجل غير مسمى سعيا وراء مفهوم غير محدد للنصر الكامل لن تؤدي إلا إلى تعثر إسرائيل في غزة واستنزاف الموارد الاقتصادية والعسكرية والبشرية وزيادة عزلة إسرائيل في العالم".
ولدى كلا الجانبين الكثير ليخسره إذا استمر الصراع.
وقال خبراء إن حماس تقاتل من أجل وجودها وأنها قادرة على البقاء.
ورأى المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز أبحاث المجلس الأطلسي أحمد فؤاد الخطيب إن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حماس.
وأضاف لوكالة فرانس برس، أنه "لا توجد بدائل فورية قابلة للتطبيق لتحدي الجماعة بسبب فشل التخطيط الإسرائيلي للحرب وترسخ حماس العميق في المجتمع الفلسطيني".