شظايا تفجيرات لبنان تصيب مليشيات الحوثي.. إجراء عاجل
وصلت أصداء الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في لبنان، أمس الجمعة، إلى مليشيات الحوثي في اليمن.
وأعلنت جماعة الحوثي، الجمعة، إلغاء عرض عسكري بصنعاء في "الذكرى العاشرة لنكبة اليمن"، في ظل الاحترازات الأمنية التي تقرها المليشيات خوفا من ضربات إسرائيلية.
وزعم رئيس مجلس الحكم للحوثيين، مهدي المشاط، في خطابه عشية، ذكرى النكبة التي تصادف 21 سبتمبر/أيلول أن إلغاء هذه الفعالية يأتي "تضامنا من الجماعة مع غزة".
وجرت العادة أن تولي جماعة الحوثي، هذه الفعالية أهمية قصوى، إذ تستغلها في توجيه رسائل لخصوم الداخل والخارج، وتنتهزها فرصة لاستعراض أسلحتها المهربة من خارج الحدود، أو تلك التي تم نهبها من مخازن أسلحة الدولة.
- جرائم إخوان اليمن تحصد المدنيين.. إصابة 10 في انفجار بمخزن للسلاح بتعز
- «إخوان اليمن» يحتفون بمسيرة مشبوهة.. 34 عاما من «تفريخ الإرهاب»
في المقابل، أرجع مصدر مطلع لـ"العين الإخبارية" سبب إلغاء العرض العسكري إلى تدابير أمنية صارمة اتخذتها الجماعة في صنعاء، وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل بصورة تنذر بمواجهة شاملة.
كما يتعلق الإلغاء بالهجوم الإسرائيلي على محيط ميناء الحديدة، يوليو/تموز الماضي، حينما دمرت الغارات الإسرائيلية مخازن وقود، وخلفت عشرات القتلى والجرحى.
والثلاثاء الماضي، أقرت مليشيات الحوثي خطة لإحياء ذكرى النكبة، وحصرتها في المنشآت، وبعض الساحات العامة، تزامنا مع الهجوم الإسرائيلي على أجهزة الاتصالات لحزب الله.
يأتي ذلك، بالتزامن مع توعد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بالرد الساحق، عقب تفجيرات البيجر، وتصاعد الضربات على الجبهة الشمالية.
التحصن في الأنفاق
ووجهت مليشيات الحوثي، عقب هذه الغارة مباشرة، قياداتها الكبيرة بالتحصن داخل شبكة أنفاق، شيدتها في الأعوام الـ3 الأخيرة في شمال وجنوب وشرق صنعاء بجانب أنفاق صغيرة وسط الأحياء السكنية ونفق مركزي يقع تحت كليات جامعة صنعاء بين شارع الستين وخط الدائري.
كما شيد الحوثيون أنفاقا كبيرة في المساحة التي تربط سفح جبل نقم بمواقع عسكرية، تفصل المعسكرات عن الشارع الرئيسي، وأنفاق أخرى عملت في توسيعها في قواعد عسكرية، وخصصتها للأسلحة الثقيلة كالصواريخ، وفقا لتقارير سابقة.
وتعتمد مليشيات الحوثي على وحدة أمنية خاصة في توفير الغطاء الأمني لحماية كبار قيادات الأمنية والعسكرية، التي قيدت تحركاتهم خشية أي ضربات إسرائيلية انتقامية، في ظل الهجوم الصاروخي الأخير على تل أبيب.
وفي 15 سبتمبر/أيلول الجاري سقط صاروخ باليستي يعتقد أنه من طراز طوفان، صاروخ إيراني الصنع، في تل أبيب في ثاني عملية للحوثيين منذ سقوط طائرة مسيرة في 19 يوليو/تموز ومقتل شخص وإصابة 10 آخرين، أعقبه اليوم التالي رد إسرائيلي على منشآت حيوية، وخزانات وقود في ميناء الحديدة.
مخاوف ضربة إسرائيلية
في الصدد، وعلى وقع المخاوف من ضربة إسرائيلية تعيش مليشيات الحوثي حالة استنفار أمني، خوفا من الحراك الشعبي المتنامي في شمال اليمن، تزمنا مع حلول الذكرى الـ62 لعيد 26 سبتمبر/أيلول 1962.
وترجمت المليشيات مخاوفها في اختطاف العشرات بينهم صحفيون وسياسيون وناشطون في صنعاء وإب ومحافظات أخرى، وفقا لمصادر إعلامية وسياسية.
وتجدر الإشارة إلى أن مليشيات الحوثي أحيت الذكرى التاسعة للنكبة بعرض عسكري، قدمت خلاله أسلحة مهربة كالصواريخ المضادة للسفن، وصواريخ بينها طوفان الذي كشفت عنه للمرة الأولى.
كما استعرضت جماعة الحوثي أيضا أنظمة دفاع جوي، ومسيرات، وزوارق مسيرة، وألغام بحرية، تزامنا مع تحليق طائرة حربية وحيدة من طراز F-5 و3 مروحيات من طراز Mi8T وMi17 وMi171، عملت في إعادة تأهليها من قبل خبراء من حزب الله في ورش خاصة بمطار صنعاء، طبقا للمصادر.