متحف جيمنت بهولندا يحتضن أقدم صحف القرآن
متحف جيمنت يقع تحديدا في حي دوينورد السكني الحديث وسط مجموعة من المنازل ذات الطابع المعماري التقليدي المميز لهولندا.
في قلب متحف جيمنت الكائن بمدينة دين هاج أو لاهاي الهولندية، توجد واحدة من أقدم صحف القرآن الكريم التي كتبها الصحابة بخط أياديهم عقب وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهي واحدة من ضمن مئات المقتنيات الثمينة التي يزخر بها المتحف، والتي تعود لعصور وبلاد مختلفة، شاهدة على حضارة ورقي وفنون تميزت بها هذه العصور وأهلها.
ويقع المتحف تحديدا في حي دوينورد السكني الحديث وسط مجموعة من المنازل ذات الطابع المعماري التقليدي المميز لهولندا. وهو صرح معماري يعود لعام 1935م بناه المصمم هب بيرلاج.
ومدينة لاهاي هي المدينة الإدارية في هولندا التي يوجد بها مقر الحكم والبرلمان، وتعقد فيها الاجتماعات الكبرى.
وتقول ماري كلير، إحدى المرشدات بالمتحف لـ"العين الإخبارية"، إن المتحف يضم 3 آلاف قطعة متنوعة بعضها يعود لعصور مختلفة قديمة وحديثة، منها القطع الزخرفية المصنوعة من السراميك والفضة والأثاث وهناك آلات موسيقية ولوحات فنية وهناك قسم بالمتحف مخصص للفن الحديث.
اصطحبتنا المرشدة بجولة في القسم الذي يضم عدة مقتنيات إسلامية وعربية، ومن بينها لوح مكتوب عليه آيات من القرآن الكريم يرجع لعدة سنوات بعد وفاة الرسول محمد حين بدأ الصحابة في عهد أبوبكر الصديق بجمع القرآن الكريم خوفا من ضياعه بعد موت كثير من حفظة القرآن في حروب الردة وكتابته على جريد النخل، واستمرت عملية الجمع في عهد الخلفاء الراشدين وصولا إلى عهد عثمان بن عفان، حيث أمر بنسخ القرآن الكريم في المصاحف.
وتقول ماري إن هذه القطعة من أثمن المقتنيات في المتحف، ورغم أنه من الصعب قراءة ما فيه نظرا لأن الصحابة دونوا القرآن من دون نقاط أو علامات ترقيم ولكنها تعد قطعة تذكارية ثمينة تعود لسنوات قليلة بعد وفاة الرسول محمد.
ومن المقتنيات الإسلامية التي يضمها المتحف أيضا إناء مصنوع من الزجاج الملون يبلغ عمره 14 قرنا، وموطنه الأصلي مصر. ويعبر عن المدرسة الإسلامية في الفنون، حيث يتميز بالزخارف الإسلامية الجميلة والمعقدة، بالإضافة إلى نقش بعض الآيات القرآنية عليه.
يضم المعرض أيضا مجموعة من الأطباق الزخرفية من بلدان مختلفة. ويعرض نسخة من كتاب المثنوي الذي يضم أشعار الشيخ الصوفي جلال الدين الرومي، ويحتوي الكتاب على أكثر من 25 ألف بيت من الشعر.