انتعاش السياحة في إندونيسيا يهدد "تنين الكومودو"
السياحة الزائدة تهدد الحياة البرية في حديقة كومودو الوطنية وعلى رأسها تنين كومودو الذي يعد من الفصائل النادرة.
في حديقة كومودو الوطنية Komodo National Park بمقاطعة نوسا تينجارا الإندونيسية، يمكنك أن تستمتع بمشاهدة تنانين الكومودو، تلك المخلوقات النادرة ذات الأسنان الحادة التي يبلغ طول الواحد منها 10 أقدام.
ونظرا للإقبال السياحي على مشاهدة تنين الكومودو، استهدفت الحكومة المركزية في هذه المنطقة ضمن خطتها الجديدة لإنشاء 10 مدن جديدة من أجل تحقيق هدف أكبر وهو جذب 20 مليون سائحا إلى إندونيسيا هذا العام، أكثر من 5 ملايين من عدد السياح الذين زاروها العام الماضي.
ويحذر مسؤولون محليون من أن بالي التي استطاعت وحدها جذب 5 ملايين سائح العام الماضي أو تقريبا ثلث إجمالي زوار إندونيسيا، ربما لا تكون النموذج المثالي للاحتذاء به. ويقول هؤلاء المسؤولون إن السياحة الزائدة تهدد الحياة البرية في الحديقة وعلى رأسها تنين كومودو الذي يعد من الفصائل النادرة.
وبحسب الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر"، تمتد هذه الحديقة المصنفة من مواقع التراث العالمي من قبل اليونيسكو، على 29 جزيرة، وتُعَد ملاذا لـ5500 تنين كومودو، الذي يعد أكبر نوع من أنواع السحالي بوزن يصل إلى 150 باوندا.
ويعيش في لعاب تنين الكومودو 60 نوعا مختلفا من البكتيريا، فضلا عن سميته؛ ما يعني أن عضة واحدة منه كفيلة بإسقاط فريسته.
وبالإضافة إلى تنانين الكومودو تتضمن الحديقة العديد من الحيوانات البرية الأخرى مثل الغزلان والجواميس والخنازير والأنواع المختلفة من الثعابين والطيور، فضلا عن أن الحديقة تحتوي على أفضل أماكن الغطس في إندونيسيا، إن لم يكن في العالم كله.
لكن يمكن أن تكون هذه الحديقة المذهلة عرضة للخطر، إذا مضت الحكومة في خطتها من أجل زيادة عدد السياح. ووفقا لأحد العاملين بالحديقة فإن الأعداد الكبيرة من الزوار ربما تصيب تنانين كومودو بالتوتر والخوف.
واتفقت تيريزيا بريمادونا راسمون، مديرة مكتب السياحة في لابوان باجو حيث أقامت الحكومة مطارا جديدا لاستيعاب السياح الجدد، مع منتقدي الخطة الحكومية، وأشارت إلى أنه يوجد حديث بالفعل عن رحلات دولية هذا العام من سنغافورة وماليزيا والصين.
وترغب رامسون في رؤية خطة متماسكة لتنظيم عدد زوار الحديقة وهو ما يقوم به مسؤولون محليون ومنظمات صديقة للبيئة بالعمل عليه بالفعل. رافضة فكرة تحويل هذه المنطقة إلى بالي أخرى لأن الكومودو نوع فريد وتقع على عاتق الحكومة مسؤولية حمايته.
وأشارت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 2018، إلى أن حديقة كومودو الوطنية يمكن أن تستقبل نحو 150 ألف غواص و170 ألف زائر سنويا بطريقة آمنة دون أي تهديد أو تأثير سلبي على حياة الحيوانات البرية داخل الحديقة، لكن هذا بعيد جدا عن هدف الحكومة الذي يطمح إلى 500 ألف زائر سنويا.
واقترح محافظ المقاطعة إغلاق الحديقة لمدة سنة لمساعدة الكومودو على التناسل وزيادة عدده، لكن وزير السياحة عريف يحيي، وصف الفكرة بأنها فعالة وستزعج شركات السفر.
ولا تُعَد إندونيسيا الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي تصارع من أجل سياحة مستدامة في محاولة للموازنة بين الحاجة لزيادة الدخل وحماية البيئة. وسبق أن أغلقت الفلبين جزيرة بوراكاي أمام السياح لمدة 6 أشهر العام الماضي، والآن تحدد عددا معينا لزيارتها. كما أغلقت تايلاند العام الماضي "خليج مايا" أو "مايا باي" الذي اكتسب شهرة واسعة بعد فيلم ليوناردو دي كابريو "ذا بيتش"، بعدما تسبب آلاف السياح والقوارب في إلحاق ضرر بالغ في الشعاب المرجانية هناك.
aXA6IDE4LjE5MS4yMTIuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز