بصمة وراثية وراء خطر الانتحار في حالات الاكتئاب المبكر
كشفت دراسة جديدة أن الاكتئاب الذي يبدأ في مرحلة الشباب له مكونات وراثية أقوى ويرتبط بمخاطر أعلى لمحاولات الانتحار.
جاءت هذه النتيجة التي توصل لها باحثون من معهد كارولينسكا بالسويد بالتعاون مع جامعات من النرويج والدنمارك وإستونيا وفنلندا، ونشرت في مجلة "نيتشر جينتكس"، بعد مقارنة مع حالات الاكتئاب التي تظهر في مراحل لاحقة من الحياة.

وقالت الدكتورة لو يي، الباحثة الرئيسية في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في معهد كارولينسكا: "نأمل أن تساعدنا المعلومات الجينية في التعرف على الأشخاص الأكثر عرضة لمحاولات الانتحار، لتقديم الدعم والمتابعة الدقيقة لهم في الوقت المناسب".
اكتئاب الشباب... جذور وراثية أعمق
اعتمدت الدراسة على سجلات طبية وبيانات وراثية لأكثر، إذ حدد الباحثون 12 منطقة جينية مرتبطة بالاكتئاب المبكر، ومنطقتين جينيتين فقط بالاكتئاب المتأخر.
الأخطر أن الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثي العالي للاكتئاب المبكر كانوا مرتين أكثر عرضة لمحاولة الانتحار خلال عشر سنوات من التشخيص، مقارنة بذوي المخاطر الوراثية المنخفضة.
نحو طب نفسي دقيق
تقول الباحثة لو يي: "تبين لنا أن الاكتئاب المبكر له أسباب جينية مختلفة جزئيا عن الاكتئاب المتأخر، وأن خطر محاولات الانتحار يكون أعلى في الفئة الأولى. هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق مفهوم الطب الدقيق في الطب النفسي، بحيث تُصمم طرق العلاج والوقاية وفق الخصائص الفردية لكل مريض".

الخطوة القادمة: الوقاية من الانتحار
يعتزم الفريق البحثي الآن دراسة كيفية ارتباط هذه الاختلافات الجينية بتطور الدماغ والتعرض للضغوط والتجارب الحياتية، مع استكشاف إمكانية استخدام الملفات الجينية كوسيلة للتنبؤ بمخاطر الانتحار وتحسين استراتيجيات الوقاية داخل أنظمة الرعاية الصحية.