"جنيف 8".. آمال الحل السياسي في سوريا تبددها الخلافات
آمال كبيرة يُعلقها السوريون على الجولة المقبلة من محادثات جنيف، فهل تنجح تلك الجولة خاصة بعد توحيد المعارضة السورية؟
آمال كبيرة يُعلقها السوريون على الجولة المقبلة من محادثات جنيف المقرر انعقادها، غدا الثلاثاء، بين وفدي النظام والمعارضة، خاصة بعد نجاح الأخيرة في تشكيل وفد موحد.
وعقب سلسة من الاجتماعات والمباحثات في العاصمة السعودية الرياض، تمكنت المعارضة السورية، وللمرة الأولى، من تشكيل وفد موحد يشمل أعضاء من تيارات مختلفة.
الوفد يترأسه نصر الحريري، ويضم في تشكيلته 8 أعضاء من الائتلاف الوطني المعارض، ومثلهم من المستقلين، و5 من هيئة التنسيق الوطنية، فضلا عن 7 ممثلين عن الفصائل المسلحة، و4 عن كل من منصتي موسكو والقاهرة.
الحريري بدوره، أعلن مرارا على موقفه السياسي بضرورة رحيل الأسد منذ بدء المرحلية الانتقالية، داعيا إلى وقف العمل بدستور 2012، والبدء بإعلان دستوري يتم الاتفاق عليه في مفاوضات الانتقال السياسي.
وعلى الجانب الآخر، أرجأ وفد النظام السوري سفره إلى سويسرا للمشاركة في مفاوضات "جنيف 8"، في ظل تواصل طائراته والقاذفات الروسية استهداف الغوطة الشرقية ودير الزور.
فرص نجاح المحادثات
عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة، ربط نجاح محادثات الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف بجدية النظام للحل السياسي وجدية الأطراف الدولية أيضا في إيجاد حل للأزمة السورية.
وقال الحلواني، في حديثه لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن المعارضة السورية أبدت تجاوبا وتعاونا كبيرا للحل السياسي، مشيرا إلى أنها لبّت دعوات التفاوض سواء في جنيف أو الرياض أو أستانة أو غيرها.
وأضاف أن المعارضة قطعت الحجج على النظام كي لا يعرقل المسار التفاوضي كما حدث في الجولات السابقة من جنيف بقيامها بتشكيل وفد موحد وإعلانها الرغبة في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة.
وتابع ممثل مكتب الائتلاف بالقاهرة أن المعارضة ستذهب مُسلحة بمبادئ جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن الدولية ذات الصلة.
وبالنظر إلى موقف دمشق وموسكو من مسألة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية، أوضح الحلواني أن المعارضة ستذهب بكل أوراقها التفاوضية إلى جنيف.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، عن مصادر دبلوماسية، أن سبب إرجاء وفد دمشق سفره إلى سويسرا يعود إلى استياء النظام من بيان المعارضة في مؤتمر "الرياض 2"، الذي دعا إلي رحيل الأسد عن المرحلة الانتقالية.
وتوقع ممثل مكتب الائتلاف قبول وفد المعارضة لبقاء الأسد في المرحلة الانتقالية حتى يتم وضع دستور وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مشترطا أن تكون تلك المرحلة محددة بتوقيت زمني محدد، فضلا عن ضمانات دولية جادة.
على النقيض، يذهب الباحث السياسي السوري، ميسرة بكور، إلى أن المُقدمات الحالية على أرض الواقع من استهداف قوات الأسد والطائرات الروسية لكل من الغوطة الشرقية ودير الزور لا يظهر رغبة جدية لدى دمشق وموسكو في إيجاد حل سياسي للأزمة.
وبلغ عدد قتلى طائرات الأسد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية نحو 25 قتيلا، في حين زاد ضحايا الطائرات الروسية في مدينة دير الزور على 50 قتيلا.
واعتبر بكور أن الجولة المقبلة لن تأتي بجديد عن سابقاتها، مشيرا إلى أن "جنيف 8" ستناقش، كما قال المبعوث الأممي لدى سوريا ستيفان دي ميستورا، موضوعي الدستور والانتخابات، متسائلا: هل المشكلة في سوريا هي مشكلة الدستور!
وتابع بكور أن الوفد الذي تشكل في الرياض يحمل في جنباته بذور ضعفه، خاصة مع اختلاف فصائله وأعضائه حول عدد من القضايا الجوهرية والمصيرية مثل الموقف من الأسد ودستور 2012.
بكور لفت أيضا إلى دعوة المعارضة إلى مفاوضات مباشرة ودون شروط، معتبرا أن لفظة "دون شروط" هي بمثابة دحض لدعوات رحيل الأسد من الحكم.
وعزز بكور رأيه بالإشارة إلى حديث دي ميستورا عن عقد محادثات "جنيف 8" على جولتين في ديسمبر/كانون الأول المقبل، متوقعا أن يتخلل هاتين الجولتين انعقاد مؤتمر "شعوب سوريا" بسوتشي الروسية، الذي سيكرس وجهة النظر الروسية، على حد قوله.