البناء على منجزات جنيف.. تجاوب سوداني وخريطة طريق لـ«المساعدات»
خريطة طريق لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتفرقة في السودان، أفرزتها مفاوضات جنيف، على أمل تفادي كارثة.
في أطول عملية لإنهاء المعاناة الممتدة، اختتمت اليوم الجمعة، المحادثات غير المباشرة في جنيف، برعاية أممية، لتعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بعد مرور 16 شهرا من القتال العنيف في السودان.
وقال المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، في تغريدة على منصة "إكس": "لقد اختتمت اليوم المحادثات الحوارية التي عقدتها في جنيف مع وفدي الطرفين المتحاربين في السودان".
وأضاف: "أشكر الجميع على مساهمتهم في إنجاز هذه الخطوة الأولية والمشجعة في سياق عملية أطول نحو تعزيز وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين."
فيما أفادت مصادر دبلوماسية "العين الإخبارية"، بأن المبعوث الأممي عقد خلال المباحثات في الفترة من (11 – 19) يوليو/تموز الجاري، أكثر من 20 جلسة مناقشات مع الوفدين، كل على حده، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى تفاهمات مشتركة.
وأوضحت المصادر، أن الأمم المتحدة اعتمدت مقاربات لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر معابر حدودية إلى دارفور من دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى، وإلى ولاية كردفان من دولة جنوب السودان، وولايتي الجزيرة وسنار، عبر الحدود الإثيوبية.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
عملية طويلة ومعقدة
لعمامرة قال إن المناقشات التي عقدها في جنيف – بشكل منفصل- مع وفدي القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، كانت خطوة أولية مشجعة في إطار عملية طويلة ومعقدة.
وفي بيان صحفي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أعرب لعمامرة عن تفاؤله إزاء استعداد الجانبين للانخراط معه بشأن عدد من المسائل المهمة، والتعهدات التي قطعاها حول مطالب محددة قدمها إليهما في المناقشات.
وأضاف: "على الرغم من أن التعهدات الأحادية من الجانبين لا تعد اتفاقات مع الأمم المتحدة، فإنني أرحب بالتعهدات التي أعلنها أحد الجانبين اليوم بشأن تعزيز المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين".
ومضى قائلا إن "الوفدين تحدثا خلال المناقشات عن مواقفهما بشأن عدد من القضايا الرئيسية في ضوء مسؤولياتهما، بما أتاح تعميق التفاهم المشترك، وأن المناقشات استكشفت سبل معالجة تلك القضايا للمساهمة في تخفيف معاناة السكان المدنيين في السودان".
وأوضح المبعوث الأممي، أن الوضع الإنساني في السودان ما زال كارثيا ويتدهور كل يوم. وشدد على ضرورة القيام بعمل عاجل لضمان وصول المساعدة الإنسانية إلى جميع المحتاجين وحماية المدنيين في السودان.
وتابع "أعول على الجانبين لترجمة استعدادهما للانخراط معه إلى تقدم ملموس على الأرض. وأكد أن الأمم المتحدة ستواصل القيام بكل الجهود لدعم المدنيين في أنحاء السودان".
وحث المبعوث الأممي، طرفي الأزمة، على زيادة انخراطهما في جهود السلام من أجل مصلحة الشعب السوداني ومستقبل السودان.
مناقشات بناءة ومثمرة
وقالت قوات "الدعم السريع" في بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، إن المباحثات في جنيف جرت في جو إيجابي سادتها مناقشات بناءة ومثمرة تسهم في تعزيز التعاون المشترك لفائدة الشعب السوداني.
وأضاف البيان: "في ختام المباحثات، سلم وفد قوات الدعم السريع رمطان لعمامرة، خطاب رسمي موجه من قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، للأمين العام للأمم المتحدة بما تم التوصل إليه خلال المباحثات يتضمن التزامات قوات الدعم السريع بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية والتزامات بتعزيز حماية المدنيين إلى جانب العديد من المطالب العاجلة والملحة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي."
ومع استمرار الحرب، بات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.
ودمرت الحرب سبل عيش ملايين السودانيين، بمن في ذلك العاملون في قطاع الزراعة والرعي التي يعمل فيها 80% من القوى العاملة في البلاد، نتيجة توسع نطاقها مصحوبا بالهجمات العشوائية على المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز