العنف في جنوب السودان.. «ألغام» على طريق التعافي
العنف يؤرق دولة جنوب السودان ويعرقل مسار تعافيها من حرب أهلية دامية أودت بحياة مئات الآلاف في 5 سنوات مفزعة أثقلت الذاكرة الجماعية.
واليوم الأربعاء، قدمت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان حصيلة قتلى الاشتباكات المسلحة بالبلد الأفريقي بالربع الأول من عام 2024.
وأشارت البعثة إلى مقتل 468 مدنيا بين يناير/كانون الثاني ومارس/ آذار الماضيين.
وبعد مرور نحو 13 عاما على نيلها الاستقلال عام 2011، لا تزال الدولة الأحدث عهدا في العالم تعاني من عدم الاستقرار وتفشي العنف.
ويعيق ذلك تعافيها من الحرب الأهلية الدامية بين العدوين اللدودين، الرئيس سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة رياك مشار، والتي أدت إلى مقتل حوالي 400 ألف شخص ونزوح مليون بين عامي 2013 و2018.
وينص اتفاق السلام الموقع في عام 2018 على مبدأ تقاسم السلطة ضمن حكومة وحدة وطنية، حيث يكون سلفاكير رئيسا ومشار نائبا للرئيس.
لكنه لا يزال غير مطبق إلى حد كبير بسبب الخلافات المستمرة بين الخصمين، مما يترك البلاد عرضة للعنف وعدم الاستقرار والفقر رغم مواردها النفطية.
معضلة العنف
وبحسب بيان لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان فقد "قُتل 468 (مدنيًا) وجُرح 328 واختطف 70 وتعرض 47 للعنف الجنسي المرتبط بالنزاع" بين يناير/كانون الثاني ومارس/ آذار 2024".
وأوضحت البعثة في بيانها أن هذه الاعتداءات نفذتها "مليشيات مجتمعية" و"مجموعات الدفاع المدني".
كما ارتفع عدد حوادث العنف بنسبة 24% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان التي أشارت إلى أن ولاية واراب النائية (شمال غرب) هي الأكثر تضررا.
وفي المقابل، لفتت البعثة "بشكل إيجابي"، إلى تراجع عمليات الاختطاف والعنف الجنسي مقارنة بالربع الأخير من عام 2023، بنسبة 30% و25% على التوالي.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم "نشدد على الضرورة الملحة لعمل جماعي تقوم به السلطات الوطنية، الحكومية والمحلية، بالإضافة إلى قادة المجتمعات والسياسيين الوطنيين، من أجل حل المظالم القائمة منذ فترة طويلة سلميا، لا سيما مع اقتراب أول انتخابات في جنوب السودان".
ومن المقرر إجراء الانتخابات، وهي الأولى في تاريخ البلاد، في 22 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بعد أن تم تأجيلها مرات عدة.
وقبل أيام، لم يشر رئيس جنوب السودان في بيان أصدره بمناسبة الذكرى الـ13 لاستقلال البلاد، إلى تنظيم هذه الانتخابات.