عينة صخور بمصر تؤرخ لآخر زيارة للقمر قبل 47 عاما
أهمية تلك الذكرى تنبع من كون أحد المصريين، وهو العالم المصري الدكتور فاروق الباز، استعانت به وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كخبير جيولوجي
حلت الأربعاء 11 ديسمبر الجاري الذكرى الـ47 لآخر زيارة قام بها الإنسان إلى القمر ضمن "أبولو 17"، وهي الرحلة التي لها أهمية خاصة عند المصريين.
وتنبع أهمية تلك الذكرى من كون أحد المصريين وهو العالم المصري الدكتور فاروق الباز، استعانت به وكالة الفضاء الأمريكية ناسا كخبير جيولوجي على دراية مفصلة بتضاريس القمر لاختيار موقع هبوط الرحلة، كما أن الصخور التي تم جمعها خلالها تحتفظ مصر بجزء منها في متحفها الجيولوجي.
وتحمل الورقة التعريفية لهذه القطعة النادرة بالمتحف، أنها تم أخذها من وادٍ بالقمر يطلق عليه "تاروس ليترو"، خلال رحلة الفضاء الأمريكية أبولو 17، والتي أطلقت في 7 ديسمبر 1972، وهبطت على القمر بعد 4 أيام (11 ديسمبر 1972)، قبل أن تبدأ رحلة الهبوط في 19 من الشهر ذاته.
وأهديت تلك القطعة للمتحف من الدكتور فاروق الباز، وهي من القطع النادرة والقليلة علي مستوى العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت ضمن نحو 50 كيلوجراما من تربة وصخور القمر تم جمعها خلال الرحلة للمساعدة على معرفة طبيعة القمر، خاصة علاقة نشأته بالأرض.
وذكر تقرير نشرته الجمعية الفلكية بجدة بمناسبة الذكرى الـ47، أن هذه الرحلة اتسمت بمحصول وافر من المعلومات العلمية، التي ساعد في الحصول عليها ما تم جمعه من صخور وتربة، كما أنها سجلت عدة أرقام قياسية، منها أنها نفذت أطول تجول على القمر بمسافة 23 كيلومترا، وأضخم استخدام مكثف للعربة القمرية لجمع العينات ودراسة التضاريس من خلال 3 جولات على سطح القمر، وأطول مدة بقاء على القمر.
وأعلن عن تنفيذ هذه الرحلة في 13 أغسطس 1971 بعد فترة قصيرة من انتهاء رحلة "أبولو 15"، وكان من المفترض وفقا للنظام الذي اتبعته ناسا لاختيار طواقم الرحلات "أبولو" أن يقوم الطاقم الاحتياطي "أبولو 14" برحلة "أبولو 17".
وعلى ذلك كان (يوجين سيرنان) قائد طاقم "أبولو 17" و(رونالد إفانز) كقبطان لمركبة الفضاء المسماة أمريكا كالمعتاد، وبدلا من اشتراك (جو إنجل) عين (هاريسون شميت) وهو من طاقم "أبولو 15" قبطانا للمركبة القمرية المسماة "تشالينجر".
وكان (شميت) أحد أعضاء رواد الفضاء العلماء الذين اختارتهم وكالة ناسا عام 1965، ولم يكن أحد منهم حتى ذلك الوقت قد اشترك في رحلات أبولو، فقام العلماء في ناسا بالضغط والإصرار على أن يذهب (شميت) في الرحلة الأخيرة لأبولو بدلا من (إنجل) لإعطاء البحث العلمي فرصة لاستكشاف ودراسة تكوين ونشأة القمر، فقد كان (هاريسون شميت) جيولوجيا وقام بأبحاث على طبيعة مماثلة في أمريكا والنرويج.
وفي يوم 7 ديسمبر 1972 وفي تمام الساعة 5:33 صباحا بتوقيت جرينتش انطلق الصاروخ "ساتورن 5" حاملا معه رواد الفضاء (يوجين سيرنان) و(رونالد إفانز) و(هاريسون شميت).
وحسب الخطة كان من المفترض أن يكون انطلاق "ساتورن 5 " برحلة "أبولو 17" الساعة 2:53 صباحا بتوقيت جرينتش، إلا أن العد التنازلي توقف عند 30 ثانية قبل الانطلاق بسبب ظهور عطل في الحاسوب، وتأخر عملية الإطلاق لمدة ساعتين ونصف الساعة لإصلاح التلف.
بعد ذلك انطلق "ساتورن 5" في رحلته إلى القمر، وتعتبر تلك هي المرة الأولى التي يتأخر فيها الإطلاق ضمن رحلات برنامج أبولو.
وأثناء رحلة "ساتورن 5" إلى القمر التقط رواد الفضاء صورة شهيرة للأرض تعرف بـ"الجوهرة الزرقاء"، وتظهر فيها القارة الأفريقية بأكملها تقريبا والقارة القطبية الجنوبية، وقد التقطت الرحلات السابقة إلى القمر صورا بعد اتخاذ أبولو مدارا حول القمر.
وتم اختيار الحافة الجنوبية الشرقية من بحر (سيرينيتاتيس) على القمر كموقع مميز لهبوط المركبة القمرية، وهذا المكان قريب من "مونتس تاوروس" من جهة الجنوب الغربي، وهي تمثل بقعة ذات لون قاتم تقع بين 3 جبال عالية، وتكوينات صخرية منحدرة في منطقة تسمى "تاوروس-ليترو".
وقد ساعد على تحديد ذلك المكان العالم المصري فاروق الباز، الذي كان يعمل بالولايات المتحدة واستدعته ناسا كخبير جيولوجي، حيث كان على دراية مفصلة بتضاريس القمر لاختيار مواقع لهبوط بعثات القمر خلال برنامج أبولو.
يذكر أن رائد الفضاء (هاريسون شميدت) هو الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة ضمن طاقم أبولو 17، أما "رونالد ايفانز" فقد توفي بتاريخ 7 أبريل 1990 بعمر 56 عاما، ورائد الفضاء (يوجين سرينان) توفي بتاريخ 16 يناير 2017، بعمر 82 عاما.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز