عاصفة "جيومغناطيسية" تضرب الأرض لمدة يومين
المراصد التي تتابع حالة الشمس تشير إلى وصول سيل من الرياح الشمسية بسرعة تزيد على 700 كيلومتر بالساعة، إلى الغلاف المغناطيسي للأرض
بينما تثير كلمة العاصفة حالة من الهلع والخوف، فإنها على عكس ذلك عندما ترتبط بكلمة "جيومغناطيسية" يكون التأثير الأهم لهذا الحدث المتوقع حدوثه يومي الخميس والجمعة المقبلين هو ضوء الشفق القطبي، الذي يمكن للقاطنين في المناطق القطبية رؤيته.
وتشير المراصد الفلكية التي تتابع حالة الشمس إلى وصول سيل من الرياح الشمسية بسرعة تزيد على 700 كيلومتر بالساعة، إلى الغلاف المغناطيسي لكوكب الأرض يومي 24 و25 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ومصدرها ثقب إكليلي في الغلاف الجوي للشمس، بحسب موقع "Space.News".
وتتكون الرياح الشمسية من جزيئات مشحونة تحتوي على إلكترونات وبروتونات، وعندما تصل هذه الجزيئات إلى الغلاف الجوي للأرض الذي يتكون من غازات مختلفة مثل الأكسجين والنيتروجين، تحدث الأضواء المميزة للشفق القطبي، حيث يتحكم الارتفاع الذي يحدث عنده التلاقي في اللون الذي يظهر.
وتتلون الظاهرة بالضوء الأخضر المصفر المألوف، عندما يحدث التلاقي بين الرياح الشمسية وأكسجين الغلاف الجوي للأرض على ارتفاع 60 ميلا، بينما يظهر اللون الأحمر إذا حدث التلاقي بينهما عند ارتفاع أعلى (نحو 200 ميل).
أما النيتروجين الأيوني فيعطي الضوء الأزرق، ويعطي النيتروجين الطبيعي الضوء الأحمر البنفسجي، وفي حال كان الغلاف الجوي يحتوي غازات أخرى مثل غاز النيون أو غاز الصوديوم سنرى أضواء شفق قطبية حمراء وبرتقالية وصفراء.
وكانت الجمعية الفلكية بجدة قد أشارت في تقرير لها قبل أيام إلى أن انطلاق الرياح الشمسية متوقع بسبب وصول النشاط الشمسي إلى حده الأدنى، وهي حالة تجعل غلاف "الهيلوسفير" الذي يحيط بنظامنا الشمسي ينكمش والأشعة الكونية تخترق الجزء الداخلي لنظامنا الشمسي بشكل أسهل نسبيا.
ويرتبط ضعف النشاط الشمسي أيضا بخلوها من البقع، وهي مساحة من الغاز تكون أبرد من المساحة المحيطة بها من السطح المرئي للشمس، وسجلت الشمس رقما قياسيا جديدا في الخلو منها، حيث كسرت الجمعة الرقم القياسي السابق المسجل عام 2008، وذلك بمضي 74% من عام 2019 بدون وجود بقع، في حين كان الرقم السابق عام 2008 هو 73% من العام.