تحذير لترامب من مغادرة سوريا: لا تكرر خطأ أوباما
صحيفة "لوموند" قالت إن شبح الانسحاب الأمريكي من العراق في عهد أوباما سيلاحق ترامب بعد قرار الانسحاب من سوريا
حذرت وسائل إعلام فرنسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الانسحاب من سوريا، حتى لا يكرر خطأ سلفه باراك أوباما في العراق.
وأعربت عن مخاوفها من عودة "داعش" الإرهابي لتنظيم صفوفه مرة أخرى.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن قرار الرئيس الأمريكي أثار ذهول حلفائه، مشيرة إلى أن المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" حاولوا حتى آخر لحظة، إقناع ترامب بإعادة النظر في هذا القرار.
- لندن ردا على ترامب: داعش لم يُهزم بعد في سوريا
- الانسحاب الأمريكي من سوريا.. مخاوف كردية وتحذيرات من داعش
وأضافت الصحيفة أن "البنتاجون" يرى أن الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي لم نتنه بعد، كما أن المسؤولين حذروه من أن شبح الانسحاب الأمريكي من العراق في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما 2011، سيلاحق ترامب بعد قرار الانسحاب من سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه من بين المخاوف" اتساع النفوذ الإيراني" الذي يحاول ترامب تقويضه بشتى الطرق، وانتشار الطائفية مثلما حدث في العراق وظهور التنظيمات الإرهابية، موضحة أن الانسحاب يعني تخلي سوريا عن أي استراتيجية أمريكية حول المستقبل السياسي لسوريا.
من جانبها، قالت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية، إن هذا الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي تحول إلى عمق في توازن القوى في سوريا، أمام روسيا، كما أحدث ارتباكاً في المشهد السياسي داخل الإدارة الأمريكية.
وأشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن الرئيس الأمريكي اتخذ هذا القرار منفرداً دون الرجوع إلى إدارته أو استشارة جنرالاته.
وأضافت أن عدد القوات الأمريكية الحالية في سوريا يقدر بنحو ألفي جندي، في شمال سوريا مهمتهم محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، وتدريب القوات المحلية في المناطق التي تمت استعادتها من الإرهابيين.
وتناولت الإذاعة الفرنسية ردود فعل السياسيين الأمريكيين، الذين سارعوا على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" وأعربوا عن مخاوفهم من تلك الخطوة، بينهم؛ السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، الذي أعرب عن تحفظه معتبراً أن تراجع القوات الأمريكية في سوريا خطأ جسيم، على طريقة أوباما".
تحذيرات داخلية
وأوضحت الإذاعة الفرنسية أنه خلال الأشهر الماضية، تصاعدت تحذيرات كبار المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة، ضد تسرع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في منتصف الطريق دون إحراز تقدم، مشيرين إلى أن تلك الخطوة يمكن أن تثير الحلفاء الأكراد الذين سيكونون عرضة للهجمات التركية دون حماية أمريكية.
النتائج العسكرية
من جانبه حذر الباحث بمعهد "هودسون" جوناس باريلو-بليسنير، من أن قرار ترامب يمكن أن يثير مواجهات هامة بين تركيا والأكراد ويكون الضحية فيها الأكراد الذين ضحوا من أجل مساعدة حلفائهم في الحرب على "داعش"، وإذا لم يكن الأمريكيون هنا على الأرض للدفاع عن الأكراد فسيسحقهم الأتراك"، مضيفاً أن "منبج" المدينة التي يسيطر عليها الأكراد وتتمركز فيها القوات الأمريكية ستكون أول هدفاً للقوات التركية".
إعادة لخطأ أوباما
واعتبر الدبلوماسي السابق، الباحث بمركز "الأمن الأمريكي الجديد" إيلان جولدنبرج، أن أمريكا على وشك ارتكاب نفس الخطأ في الشرق الأوسط الذي ارتكبه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خلال السنوات العشرين الماضية عندما غادر العراق ومهد الطريق لتنظيم داعش الإرهابي الذي انطلق من العراق".