"قلب الأفارقة" تستعد لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان فلويد
تستعد مدينة هيوستن في تكساس لتشييع جورج فلويد غداة مثول الشرطي المتهم بقتله لأول مرة أمام القضاء
بأجواء تشحنها مشاعر الغضب والحزن تستعد مدينة هيوستن في تكساس الأمريكية، اليوم الثلاثاء، لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان جورج فلويد، الأمريكي من أصل أفريقي الذي قتل على يد شرطي أبيض، وفجّرت وفاته موجة غضب ضد "العنصرية".
ومنذ ذلك الفيديو الذي أظهر فلويد وهو يحتضر تحت ركبة شرطي أمريكي، مرددا "لا أستطيع التنفس"، تحول الرجل إلى رمز لدى المنددين بالعنف الممارس من قبل الشرطة، ليس فقط في الولايات المتحدة بل اجتازت موجة التنديد، الحدود إلى الخارج.
جنازة عائلية
وأمس الإثنين ، جرى تكريم ذكرى الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاما في مدينة هيوستن التي عاش فيها فترة طويلة.
وأمام كنيسة فاونتن أوف برايز، تجمع أكثر من ستة آلاف شخص لوداعه قبل جنازته المقررة اليوم الثلاثاء، والتي ستشارك فيها عائلته فقط، بحسب المنظمين.
وسيتولى القس والزعيم الأمريكي للحقوق المدنية آل شاربتون التأبين الجنائزي الذي سيبدأ عن قرابة الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي.
ونشأ فلويد في هيوستن، وتحديدا في حي "ذا ثيرد وارد"، الذي يعتبر مجتمع الأفارقة الأمريكيين في المدينة.
وعاش فلويد سنوات مراهقته في هيوستن، حيث لعب كرة القدم الأمريكية في بطولة ولاية تكساس عام 1992.
القاتل أمام المحكمة
وفي مينيابوليس، شرارة الاحتجاجات، مثل، أمس الإثنين، الشرطي المتهم بقتل جورج فلويد، ديريك شوفين، للمرة الأولى أمام قاضية حددت كفالة مالية قدرها مليون دولار لإخلاء سبيله بشروط.
وبعدما وُجّهت لشوفان في بادئ الأمر تهمة القتل من الدرجة الثالثة، أعادت النيابة العامة توصيف الوقائع وشدّدت التهمة إلى القتل من الدرجة الثانية، والتي تصل عقوبتها إلى الحبس 40 عاما في حال إدانته.
أما عناصر الشرطة الثلاثة الذين كانوا يرافقونه عند توقيف فلويد، فوجهت إليهم تهمة التواطؤ ووضعوا قيد التوقيف، بعدما لم توجه إليهم أي تهمة في مرحلة أولى.
نواب بركبة واحدة
ويوم أمس، جثا نواب ديمقراطيون في الكونجرس، على ركبة واحدة في تكريم صامت لذكرى جورج فلويد، قبل كشف النقاب عن حزمة إصلاحات شاملة لعمل الشرطة ردا على مصرع أمريكيين أفارقة على أيدي قوات إنفاذ القانون.
وقال النواب الديموقراطيون إن مشروع قانونهم يهدف إلى إحداث "تغيير هيكلي هادف يضمن حق كل أمريكي في الأمان والعدالة المتساوية".
ووفق بيان، يسعى التشريع إلى "إنهاء عنف الشرطة ومساءلة الشرطة (و) تحسين الشفافية في عمل الشرطة".
لكن مستقبل هذا النص غير معروف في مجلس الشيوخ ذات الغالبية الجمهورية.
أما الرئيس دونالد ترامب الذي شارك بعد ظهر أمس في طاولة مستديرة في البيت الأبيض مع مسؤولين عن قوات الأمن، فيريد أن يحافظ على الحزم نفسه منذ انطلاق التظاهرات أمام قاعدته الانتخابية.
وقال ترامب "لن نقلص تمويل الشرطة ولن نفكك جهاز الشرطة"، وكتب على تويتر "أصيب اليسار الراديكالي الديموقراطي بالجنون".
أما خصمه في الانتخابات الرئاسية جو بادين فالتقى على انفراد أسرة فلويد في هيوستن حيث عاش جورج فلويد لسنوات قبل الانتقال إلى مينيابوليس.