جدل «الديمقراطية» المتجدد في جورجيا.. على طريق كوريا الشمالية؟
طموحات الاتحاد الأوروبي تواجه ضربة جديدة في جورجيا، حيث يحذر المحللون من أن خطوة جديدة للحكومة "ستكتب نهاية الديمقراطية".
إذ تعهد الحزب الحاكم في جورجيا بحظر جميع معارضيه السياسيين تقريبا إذا فاز في الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من هذا العام.
ومن المرجح أن يؤدي هذا الحظر إلى انهيار محاولة جورجيا المجمدة بالفعل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بعد الاشتباكات الأخيرة بين تبليسي وبروكسل بشأن حقوق الإنسان وسيادة القانون.
واليوم الجمعة، قال رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه إن الحكومة ستسعى إلى حظر أكثر من 6 أحزاب بعد الانتخابات الوطنية الحاسمة في أكتوبر/تشرين الأول.
ويأتي ذلك بعد أيام من تهديد حزب الحلم الجورجي الحاكم بحل أكبر تجمّع للمعارضة في البرلمان، وهو الحركة الوطنية المتحدة التي أسسها الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي.
وبالإضافة إلى الحركة الوطنية المتحدة تواجه الفصائل الأخرى الموالية للغرب التي لها مقاعد في البرلمان خطر الحظر.
كوباخيدزه برر ذلك قائلا "كل هذه الفصائل في الواقع قوة سياسية واحدة"، مضيفا "أي نائب يُنتخب على أساس برامجهم سيُمنع من تولي منصبه".
وأوضح "أعتقد أن إلغاء الولايات [البرلمانية] سيكون استمرارا منطقيا لحظر هذه الأحزاب، ولا ينبغي أن يمارس الأعضاء المجرمون في القوى السياسية الإجرامية صفة عضو في برلمان جورجيا".
كوباخيدزه زعم أن هذه التحركات "لن تقف عائقا أمام الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي"، فيما لم يرد الاتحاد الأوروبي على هذه التصريحات على الفور.
وقال تيناتين أخفليدياني، الباحث في مركز دراسات السياسة الأوروبية "هذا سيحظر فعليا كل معارضة يعتبرها الحلم الجورجي تهديدا".
وأضاف "لا يوجد ما يوازي هذا النوع من الأشياء سوى ألكسندر لوكاشينكو في بيلاروسيا، أو كوريا الشمالية.. ستكون نهاية الديمقراطية في جورجيا".
في المقابل، سعت أحزاب المعارضة إلى توحيد قواها قبل التصويت لهزيمة حزب الحلم الجورجي الذي واجه احتجاجات واسعة النطاق في الشوارع في الأشهر الأخيرة، بسبب تطبيقه قانونا على النمط الروسي يصنف المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المدعومة من الغرب على أنها "عملاء أجانب"، وفق مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
طريق أوكرانيا ومولدوفا؟
بدوره، تجاهل كوباخيدزه التلميحات إلى أن البلاد قد تنزلق إلى ديكتاتورية، مدعياً أن أوكرانيا ومولدوفا حظرتا الأحزاب السياسية دون أن تحرق جسورهما مع الغرب، قبل أن يقول "سيحدث الشيء نفسه في حالة جورجيا".
وحظرت الدولتان الأوروبيتان الشرقيتان، أوكرانيا ومولدوفا، فصائل محددة موالية لموسكو في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا ووسط تحذيرات من أنهما كانتا تعملان على تنظيم انقلابات، لكن كلاهما حافظتا على نظام تعدد الأحزاب.
وقالت تينا بوكوتشافا، زعيمة حزب الحركة الوطنية المتحدة لـ"بوليتيكو" في وقت سابق من هذا الأسبوع إن خطوة حظر حزبها أثبتت أن "الحلم الجورجي" أصبح "حكومة استبدادية على غرار روسيا".
وجمّد الاتحاد الأوروبي طلب جورجيا لعضوية التكتل في وقت سابق، وسط تحذيرات من تراجعها في مجال حقوق الإنسان، في حين علّقت الولايات المتحدة التمويل الذي تحتاجه الدولة الواقعة في جنوب القوقاز بسبب انحيازها نحو الكرملين.
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز