أوسيتيا الجنوبية.. أين تقع ولماذا تريد الانضمام لروسيا؟
هزت الحرب بأوكرانيا، أوروبا، وأعادت صراعات من حقبات سابقة، ومنحت قبلة الحياة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ليكون أكثر وحدة.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أثارت الحرب أيضا، مشاعر مؤيدة لروسيا في أوسيتيا الجنوبية، وهي منطقة انفصالية في جورجيا التي اعترفت موسكو باستقلالها عام 2008.
وقال رئيس أوسيتيا الجنوبية أناتولي بيبيلوف، الخميس، إن الدولة الانفصالية تريد اتخاذ خطوات قانونية للانضمام إلى الاتحاد الروسي "بالمستقبل القريب"، مضيفا أنه سيطرح القضية للاستفتاء.
وفي السطور التالية تستعرض "واشنطن بوست" ما تحتاج معرفته عن أوسيتيا الجنوبية، وطموحاتها لأن تصبح جزءًا من روسيا، وعلاقة ذلك بالحرب في أوكرانيا.
أوسيتيا الجنوبية
أوسيتيا الجنوبية هي منطقة انفصالية صغيرة مدعومة روسيا داخل حدود جورجيا. واعترفت موسكو بأوسيتيا الجنوبية دولة مستقلة، إلى جانب أبخازيا، التي تقع في جورجيا أيضا، بعد الحرب القصيرة بين جورجيا وروسيا عام 2008.
ومنذ ذاك الحين، قدمت موسكو للمنطقة دعما ماليا، ونشرت قوات على أراضيها، وعرضت الجنسية الروسية وغيرها من المميزات على سكانها البالغ عددهم حوالي 55 ألفا.
وفقدت جورجيا السيطرة الفعلية على تلك المناطق. لكن لم تعترف كثير من الدول بخلاف عدد قليل من حلفاء روسيا، مثل فنزويلا، ونيكاراجوا، وسوريا وثلاث دول بالمحيط الهادئ، بأوسيتيا الجنوبية كدولة مستقلة.
وبمرور السنوات، تقاربت أوسيتيا الجنوبية وموسكو أكثر، ووقعا على عدة معاهدات تعاون.
وقالت مايا أوتاراشفيلي، الباحثة ومديرة الأبحاث بمعهد أبحاث السياسة الخارجية: "في عام 2008، عند اندلاع الحرب، أصبحت روسيا إلى حد كبير القوة الوحيدة المسيطرة والداعمة لأوسيتيا الجنوبية، وتم عزل المنطقة عن أراضي جورجيا."
انضمام أوسيتيا الجنوبية لروسيا
وقال بيبيلوف، الخميس، إن أوسيتيا الجنوبية ستتخذ خطوات قانونية للانضمام إلى الاتحاد الروسي في "المستقبل القريب"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
وأضاف: "أعتقد أن الاتحاد مع روسيا هو هدفنا الاستراتيجي. هذا طريقنا وطموح شعبنا.. يجب أن نمضي قدما بهذا المسار، وسيتم اتخاذ الخطوات القانونية المطابقة في المستقبل القريب".
وتابع "ستصبح جمهورية أوسيتيا الجنوبية جزءًا من وطنها الأم التاريخي: روسيا."
بدورها، قالت أوتاراشفيلي: "أعتقد أن هناك عددا من الأسباب لذلك. أحدها أن موسكو بالفعل مسؤولة عن أوسيتيا الجنوبية، وتشرف على جميع جوانبها"، مضيفة "الضم سيكون بمثابة خطوة أخرى ستتخذها موسكو وسيعارضها الغرب".
وهذه المرة، قلل الكرملين من أهمية مقترح أوسيتيا الجنوبية. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين، الخميس: "لم نتخذ أي إجراءات قانونية أو أي إجراءات أخرى. هذا يتعلق بخيار شعب أوسيتيا الجنوبية، ونحن نحترمهم".
وقال نائب وزير خارجية جورجيا ديفيد زلكالياني، الخميس، إن "التكهنات بشأن أي استفتاء" في أوسيتيا الجنوبية حول إمكانية الانضمام إلى الاتحاد الروسي "غير مقبولة"، بحسب "تاس".
الأحداث في أوكرانيا
وبصفة عامة، أعادت الحرب الروسية في أوكرانيا ذكريات مؤلمة لشعب جورجيا الذي عاش حرب عام 2008.
ومنذ بدء الصراع في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، كانت حكومة جورجيا حريصة على عدم استفزاز روسيا.
وقال رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي جاريباشفيلي في 25 فبراير/شباط إن البلاد لن تنضم إلى حلفائها الغربيين في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا. كما منعت المقاتلين المتطوعين من السفر إلى أوكرانيا.
وعندما سافرت الرئيسة الجورجية سالومي زورابيشفيلي إلى بروكسل وباريس أول مارس/آذار للإعراب عن دعمها لأوكرانيا، قال الحزب الحاكم إن رحلتها تجاوزت الحدود وإنه خطط لمقاضاتها.
وفي هذا الإطار، قالت الباحثة أوتاراشفيلي إن "الجورجيين يدعمون أوكرانيا بشدة، وكثيرون منهم يقاتلون حتى في أوكرانيا بالوقت الراهن كمتطوعين، لذلك.. الحكومة والشعب مختلفين للغاية بشأن أوكرانيا".
وجاءت الحكومة الحالية إلى السلطة في جورجيا عام 2012، وعرفت بـ"استراتيجيتها لاسترضاء روسيا"، وكان هناك كثير من الانفتاح بين روسيا وجورجيا خلال فترة حكمها.