جورجيا في الجيب.. ماذا تعني أغلبية "الشيوخ" للديمقراطيين؟
من جديد، تضرب جورجيا موعدا مع مفاجآت الانتخابات الأمريكية، باختيارها ديمقراطيا لمجلس الشيوخ في سباق الإعادة.
فالولاية المحسوبة تاريخيا على الجمهوريين، كانت قد فضّلت جو بايدن على منافسه دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت عام 2020.
واليوم، تختار الولاية، السيناتور الديمقراطي رافائيل وارنوك، على الجمهوري هيرشل ووكر المدعوم من ترامب، لتمنح الديمقراطيين أغلبية في مجلس الشيوخ (51 مقابل 49)، بعد عامين من الانقسام الهش بنسبة 50-50.
الديمقراطيون لم يفوزوا بجورجيا فقط في جولة الإعادة التي أسدلت الستار على انتخابات منتصف الولاية الرئاسية، بل قاموا بتأمين قبضة أكثر إحكاما على مجلس الشيوخ.
فماذا تعني أغلبية الشيوخ للديمقراطيين؟
وسائل إعلام أمريكية بينها "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" عدّدت المزايا التي سيحصل عليها الحزب الديمقراطي بهذه الأغلبية.
فبهذه النسبة، سيحتفظ الديمقراطيون بأغلبية في كل لجنة ، مما يسمح لهم بمعالجة التشريعات والترشيحات بشكل أسرع.
كما سيتمتعون بموظفين وميزانيات أكبر، ما يمنحهم قدرة أكبر على تنفيذ أعمال اللجان المقسمة حاليا بالتساوي، وكذلك الموارد.
ستوفر النتيجة، أيضا، وقتا إضافيا على أرضية مجلس الشيوخ لزعيم الأغلبية في المجلس تشاك شومر، وسيكون للديمقراطيين سلطة أقوى لإصدار مذكرات استدعاء حيث لن يحتاجوا بعد الآن إلى دعم من الحزبين لإصدار مذكرات إحضار، ما قد يزيد من قوة وعدد التحقيقات التي يقودها الحزب.
كذلك، يمنح هامش الأغلبية المكون من مقعدين، رئيس المجلس تشاك شومر مساحة أكبر للتنفس لتمرير تشريع دون الحاجة إلى دعم من جميع أعضاء كتلته الحزبية، لاسيما السيناتور المعتدل جو مانشين الذي أفشل عددا من المشاريع الكبرى لإدارة بايدن.
وبالنسبة للمحكمة العليا قد يكون ملء منصب شاغر أسهل بالنسبة للديمقراطيين، حيث يمكن أن يصبح هامش المقعدين أمرا بالغ الأهمية في هذا الأمر.
علاوة على ما سبق، قد لا تكون هناك حاجة إلى نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في كثير من الأحيان لكسر التعادل في الأصوات على الترشيحات والتشريعات، وهو الأمر الذي فعلته 26 مرة حتى الآن في مجلس الشيوخ الحالي، وهو أكبر عدد يفعله أي نائب رئيس في العصر الحديث.
بايدن سعيد
بايدن الذي بدا قبل انتخابات جورجيا واثقا من الفوز، قال في تعليقه على النتيجة :" لقد دافع الناخبون في جورجيا عن ديموقراطيتنا ورفضوا تيار +ماغا+ المتطرف"، في إشارة منه إلى شعار سلفه دونالد ترامب "لنعيد لأميركا عظمتها" (ميك أمريكا غريت أجين - ماغا).
ويرى مراقبون أن بايدن الذي توقع كثيرون له هزيمة قاسية في انتخابات منتصف الولاية، قد خرج قويا من هذا الاقتراع الذي شكّل دليلا جديدا على أن "المد" الجمهوري الذي وعد به ترامب في انتخابات منتصف الولاية لم يتحقق.