خوذة أوكرانيا ومروحية ابنها.. أخطاء فادحة تكلف وزيرة دفاع ألمانيا منصبها
من إرسال 5 آلاف خوذة لأوكرانيا مرورًا بمقطع غير موفق إلى استخدام ابنها مروحية عسكرية، سلسلة من "الأخطاء الفادحة" التي كلفت وزيرة الدفاع الألمانية منصبها.
فعلى مدار الأشهر الـ13 التي أمضتها في الوزارة، راكمت كريستين لامبريشت الأخطاء، اهتزت على أثرها صورتها مما عرضها للمزيد من الانتقادات والمطالبات بضرورة تقديمها استقالتها.
تلك الانتقادات وسلسلة الخلافات التي أضعفت موقعها في هذه الوزارة الرئيسية، جعلت استقالة وزيرة الدفاع الألمانية وشيكة، فيما تطالب الطبقة السياسية بإعطاء الوزارة زخما جديدا.
ونقلت وسائل إعلام محلية بينها صحيفتا بيلد وزود دويتشه تسايتونغ عن أوساط الوزيرة كريستين لامبريشت أنها قررت الاستقالة وأنها أبلغت المستشار أولاف شولتز بقرارها.
موعد الاستقالة
ولامبريشت (57 عاما) عضو في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي ينتمي إليه شولتز، إلا أنها تعرضت في الآونة الأخيرة لانتقادات شديدة بسبب مشاكل في التواصل ومراكمتها سلسلة من "الأخطاء الفادحة"، و"عجزها" عن فرض سلطتها.
وأفادت قناة "إن تي في" التلفزيونية بأن الوزيرة ستعلن استقالتها يوم الإثنين في لحظة "حرجة" تجري فيها ألمانيا مشاورات مع حلفائها الغربيين لاتخاذ قرار بشأن إمكان تسليم دبابات قتالية إلى الجيش الأوكراني.
وخلال جولة له على ساحل بحر البلطيق السبت لافتتاح محطة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال، تجنب شولتز كل الأسئلة حول مستقبل وزيرته. فيما قال زعيم المعارضة الديموقراطية المسيحية فردريش ميرز إن "هذا التردد وهذا الانتظار مضرّان بالقوات المسلحة الألمانية".
ويتعرض المستشار الألماني لضغوط في الخارج وفي داخل تحالفه من أجل السماح بإرسال دبابات ليوبارد الألمانية الصنع والمعروفة بقوتها إلى كييف.
وتنتظر ألمانيا الجمعة وصول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الذي سيجتمع مع نظرائه في مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي للبحث في تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
سلسلة أخطاء:
- اهتزت صورة الوزيرة الألمانية، بسبب مقطع فيديو غير موفق لمناسبة الأعياد، قالت فيه إنها ممتنة لكل "اللقاءات" التي سمح لها النزاع في أوكرانيا بإجرائها.
- في الربيع واجهت مشاكل بعد أن استخدم ابنها مروحية للقوات المسلحة من أجل قضاء عطلة في جزيرة سيلت الألمانية.
- في يناير/كانون الثاني 2022، تعرضت لانتقادات لإعلانها إرسال 5 آلاف خوذة إلى أوكرانيا التي كانت تطالب وقتذاك بأسلحة ثقيلة لحماية نفسها.
استطلاع رأي
ووفقا لمسح أجرته Civey في الآونة الأخيرة وشمل خمسة آلاف شخص، يؤيد 77% من الألمان رحيلها بينما يرغب 13% فقط في بقائها بمنصبها.
وبالنسبة إلى المراقبين، تتمثل المشكلة الجوهرية في أن الوزيرة "واجهت صعوبة في إيجاد مكان لها في عالم القوات المسلحة" بحسب صحيفة زود دويتشه تسايتونغ.
وبعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، أعلن شولتز إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني.
وقالت زود دويتشه تسايتونغ إن لامبريشت "فهمت من دون شك أنها غير قادرة على إنجاز هذا التغيير الجذري داخل القوات المسلحة الألمانية".
وإصلاح الجيش وشراء المعدات الجديدة التي يحتاجها بشدة لا يسيران بالسرعة الكافية بحسب المراقبين.
سلسلة انتقادات
ولم تسلم الوزيرة من الانتقادات حتى داخل حزبها؛ فالنائب جو فاينغارتن قال في حديث إذاعي السبت إن القوات المسلحة "تحتاج شخصا لديه سلطة القيادة ويدعمها بوضوح".
وحذرت صحيفة بيلد من أن "المستشار لا يمكنه تحمّل خطأ آخر في اختيار الشخص المناسب".
وبالنسبة إلى نائب رئيس البرلمان (البوندستاغ) وولفغانغ كوبيكي (ليبرالي) "سيكون من الجيد أن يقود هذه الوزارة البالغة الأهمية شخص يجلب المعرفة الأساسية اللازمة".
ويجري تداول عدد من الأسماء لخلافة لامبريشت بما في ذلك اسم إيفا هوغل المفوضة البرلمانية لشؤون القوات المسلحة وعضو الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز