وزيرة داخلية ألمانيا تحت "سيف الساموراي".. ومخاوف من "إرث قديم"
لم يكن "سيف الساموراي" وحده هو من أوجع الألمان، فوزيرة الداخلية نانسي فيسر يبدو أنها عمقت الجراح.
ففي تصرف مفاجئ أزاحت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر معطفها، خلال كأس العالم المقام حاليا في قطر، لتكشف عن شارة دعم المثلية على ذراعها.
تصرفٌ ما زالت اراتدادته تضرب في الشارع الألماني الذي لم يستفق بعد من خسارة المنتخب أمام نظيره الياباني بنتيجة 2-1، وسط انتقادات طالت الوزيرة، واستحضرت معها حقبة صعبة من التاريخ كانت شاهدة على الشارات السياسية.
وكانت شارة الذراع الحمراء التي تحمل صليبا معكوفا علامة مميزة لمليشيات الحزب النازي قبل وصول أدولف هتلر للحكم في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم علامة على الانتماء للنظام في فترة حكمه.
لذلك تحمل مثل هذه الشارات السياسية على الذراع، بحسب مراقبين ألمان، إرثا سيئا في هذا البلد الأوروبي، بل إنها تبرز أيضا واقعا خطرا، إذ يلجأ بعض المنتمين لليمين المتطرف في الفترة الراهنة إلى ارتداء شارات ذراع تحمل شعارات متطرفة.
هذا الإرث السيئ، والواقع الخطر، دفع حسابا ألمانيا باسم ستيفان على "تويتر" للقول إن "شارات الذراع للسياسيين الألمان الذين يسافرون إلى الخارج عادت إلى الموضة.. لا أعرف ما إذا كان يجب أن أجد ذلك مضحكا للغاية أم غريبا للغاية".
حساب آخر باسم راي ماجيني، يصف صاحبه بأنه عالم في مختبر أبحاث، كتب "كانت شارات الذراع سمة مميزة في فترة مظلمة من التاريخ الألماني.. يجب على المسؤولين السياسيين الاستغناء عن ارتداء شارات تحمل عبارات أيديولوجية".
ولم يتوقف عند الربط بين شارة فيسر والإرث الصعب في التاريخ الألماني، بل إنه طال التصرف نفسه وطريقة التعبير عن الرسالة السياسية، إلى حد وصفه بـ"التصرف الطفولي".
إذ كتب حساب باسم "يكل" على "تويتر": "كم هذا محرج.. نانسي فيسر بضمادة الحب الواحد قبل مباراة كأس العالم ضد اليابان.. هذه روضة أطفال"، مضيفا "كان من المناسب أن تخسر ألمانيا 2-1 أمام اليابان".
حساب آخر نشط في معارضة التلقيح ضد كورونا بألمانيا، كتب على "تويتر"، موجها الحديث لوزيرة الداخلية "أنت تجعلين ألمانيا سخيفة في كل العالم".
فيما قال الكاتب الألماني بيتر بوربه، على حسابه بـ"تويتر": "وزيرة فيدرالية ترتدي شارة ناشطة في زيارة خارجية رسمية.. نانسي فيسر تحرجنا أمام العالم أجمع".
وتساءل "ماذا بعد؟ ستلصق أنالينا بيربوك (وزيرة الخارجية الألمانية) نفسها في أحد مفترقات الطرق في بكين؟".
واعتاد نشطاء مكافحة التغير الألماني في الدول الأوروبية لصق أجسامهم في الطرق الرئيسية بالمدن الأوروبية، كتعبير عن الاحتجاج على تزايد انبعاثات الكربون وتأثيرها على المناخ.
الانتقادات الموجهة لفيسر بعد حملها الشارة المثيرة للجدل، اتخذت أيضا طابعا سياسيا، إذ شن نائب معارض هجوما على وزيرة الداخلية والحكومة الحالية ككل.
وقال مارتن لايشاردت، النائب في البرلمان الألماني في تصريحات صحفية تابعتها "العين الإخبارية"، "نانسي فيسر تهتم أكثر بشارات الذارع أكثر من كرة القدم، فقد خسرنا للتو 1: 2 ضد اليابان".
واعتبر أن "الهزيمة رمز للانحدار في ظل الحكومة الائتلافية الحالية التي تضع الأيديولوجيا فوق كل شيء".