صحيفة ألمانية: العلاقة بين تركيا والناتو تنهار تدريجيا
حالة من عدم الاستقرار تخيم على العلاقات بين تركيا التي تعاني من استبداد سياسي، والدول الأعضاء في حلف الناتو في الوقت الحالي
قالت صحيفة "دي تسايت" الألمانية الخاصة، اليوم الجمعة، إن العلاقات بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتركيا تنهار تدريجيا، لافتة إلى أن إصرار أنقرة على اقتناء منظومة "إس 400" الدفاعية الروسية يعد الضربة الأكبر والأكثر تأثيرا بين الطرفين.
- واشنطن تقرر وقف تدريب طياري تركيا على مقاتلات F-35
- الناتو: خطط تركيا لنشر صواريخ إس-400 الروسية "مثيرة للقلق"
وأوضحت الصحيفة أنه "قبل عدة سنوات، كان هناك سؤال يدور في الأروقة الأوروبية وفي المؤسسات الأمريكية مفاده: هل يخسر الغرب تركيا بعد التطورات السياسية فيها؟".
وأضافت: "كان هذا السؤال آنذاك، من المبكر جدا طرحه، لكن الآن تغير الأمر تماما، وفات أوان طرحه بالفعل".
وأشارت إلى أن هناك حالة من عدم الاستقرار تخيم على العلاقات بين تركيا التي تعاني من استبداد سياسي، والدول الأعضاء في حلف الناتو في الوقت الحالي.
وأضافت: "إذا كان لديك شيء لتقوله في هذا الأمر، فإنك ستكتفي بالقول إن هناك شيئا كسر في أساس العلاقات بين الطرفين، خاصة بين الولايات المتحدة وتركيا".
وتابعت: "بدأ الأمر بالخلاف بين الناتو وتركيا حول الأزمة في سوريا ودعم الأكراد في قتال تنظيم داعش، ثم رفض الولايات المتحدة مساعي تركيا غير المؤسسة قانونا لاستعادة الداعية فتح الله غولن الذي يتخذ من بنسلفانيا في الولايات المتحدة مقرا له".
ولفتت إلى أن "الضربة الأكبر والأكثر تأثيرا للعلاقات بين أنقرة والحلف، كانت إصرار تركيا على اقتناء منظومة إس 400 الدفاعية الروسية رغم تحذيرات وتهديدات الولايات المتحدة".
ووفق الصحيفة، يتخوف دول الناتو من أن نشر منظومة إس 400 في تركيا وأنظمة الرادار المرافقة لها، سيمنح روسيا رؤية عامة عن منظومة الحلف الدفاعية، وبيانات عن مقاتلات إف 35 الأمريكية.
وأكدت أن تركيا ستدفع بالتأكيد ثمنا باهظا لمغامرة رئيسها رجب طيب أردوغان، فهي لن تتسلم أي مقاتلات أو تدريبات أو معدات متعلقة بمقاتلات إف 35 الأمريكية، بشكل نهائي، وبالتالي خسر جيشها سلاحا قويا، كما ستتعرض لعقوبات اقتصادية تدفع اقتصادها المترنح بالفعل للهاوية.
ومن الناحية السياسية، لم يتبق بالفعل مساحات كبيرة من التعاون بين تركيا ودول حلف الناتو الأخرى، فقبل عامين، أنهى الجيش الألماني تواجد قواته ومقاتلاته في تركيا، ونقلهما للأردن، كما يفضل أعضاء آخرون في الناتو التعاون مع شركاء عرب بدلا من النظام التركي.
وفي شرق البحر المتوسط، يشعل أردوغان صراعا مع جيرانه الأعضاء في الحلف مثل اليونان، حول احتياطات الغاز في المنطقة، رغم أن بلاده لا تملك أي حق فيها وفق القانون الدولي.
الصحيفة ذكرت أن واشنطن اعتادت في الماضي الدفاع عن أنقرة وإبقائها في الناتو، ومطالبة أوروبا بعدم دفنها، لكن هذا تغير للنقيض الآن؛ فالتوجه العام في الولايات المتحدة الآن، من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، ومن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، يتمثل في أن تركيا شريك غير مرغوب فيه.
وعلى النقيض تماما للفترات السابقة، يعمل الجمهوريون والديمقراطيون في الوقت الحالي على صياغة سياسة جديدة لواشنطن في البحر المتوسط، تنطوي على تحول استراتيجي من تركيا لأثينا كشريك أساسي.
كما تؤيد الحكومة الأمريكية زيادة التواجد الأمريكي في اليونان، وفق الصحيفة ذاتها.
وتوقعت الصحيفة أن تكون أنقرة خلال الفترة المقبلة مجرد عضو بلا قيمة في حلف الناتو، وتخسر قيمتها الاستراتيجية في منظومة الحلف.
وكانت تركيا قررت في ٢٠١٧، شراء منظومة إس ٤٠٠ الروسية من بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة"، ومن المقرر أن تبدأ أنقرة تسلم المنظومة الصيف المقبل.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز