تأييد ألماني واسع لاتفاق الإمارات وإسرائيل: يصنع السلام بمنطقة مضطربة
الأحزاب والحكومة ووسائل الإعلام الرئيسية في ألمانيا ترحب باتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل وتصفة بـ"الخطوة التاريخية".
رحبت الأحزاب والحكومة ووسائل الإعلام الرئيسية في ألمانيا، الجمعة، بالاتفاق الثلاثي بين الإمارات وأمريكا وإسرائيل، واصفة إياه بـ"الخطوة التاريخية"، وأنه "يصنع السلام في منطقة مضطربة".
وقال يورجن هاردت المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الحاكم (حزب المستشارة أنجيلا ميركل)، في بيان: "ترحب المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي في البوندستاج (البرلمان) الألماني بإعلان الإمارات وإسرائيل عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة".
وتابع: "يمكن وصف هذه الخطوة بأنها تاريخية؛ فبعد مصر والأردن، الإمارات تصنع السلام"، مضيفا: "هذه خطوة رائعة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
- ترامب: معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية عظيمة ومرحب بها عالميا
- ماكرون: معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل "قرار شجاع"
واستطرد: "حقيقة أن إيران انتقدت الاتفاق بشدة، تعكس عدم رغبة حكومة طهران في قيادة الشرق الأوسط إلى مستقبل ينعم بالسلام والازدهار".
ولفت هاردت إلى أن "الاتفاق الثلاثي التاريخي يمكن أن يكون خطوة للاقتراب من حل دولتين تعيشان في حدود آمنة وسلام".
وأكد أن "المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي تعيد التأكيد على هدف حل الدولتين كحل أساسي للصراع".
وتابع: "مع التقارب بين الإمارات وإسرائيل، يمكن فتح فصل جديد، وهو ما بدا واضحا في إعلان إسرائيل في الوقت نفسه أنها ستعلق ضم أجزاء من الضفة الغربية".
فيما قال يورجن براون، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب البديل لأجل ألمانيا، أكبر حزب معارض في البلاد، إن "الاتفاق بين الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل اختراق تاريخي"، مضيفا: "الدول الثلاثة يصنعون السلام في منطقة مضطربة".
وتابع: "هذا النجاح الدبلوماسي يمثل نجاحا كبيرا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية (المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل)، ويمهد الطريق نحو مزيد من التحركات نحو السلام في الشرق الأوسط".
أما جريجور جيزي، مسؤول السياسة الخارجية في حزب اليسار المعارض، فقال إن "الاتفاق بين الإمارات وأمريكا وإسرائيل مرحب به من جميع النواحي".
وتابع "من الجدير بالترحيب أيضا؛ نجاح الاتفاق في دفع إسرائيل للتخلي عن الضم غير القانوني للأراضي الفلسطينية".
وفي وقت سابق اليوم، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن "الاتفاق بين البلدين يعد مساهمة مهمة في السلام بالمنطقة"، واصفا إياه بـ"التاريخي".
وإعلاميا، وصفت مجلة دير شبيجل الألمانية ذائعة الصيت، الاتفاق بأنه "إنجاز كبير واختراق دبلوماسي"، وأبرزت نجاح الاتفاق في إثناء إسرائيل عن محاولات ضم أجزاء من الضفة الغربية.
وتابعت المجلة أن "الاتفاق يمثل إنجازا أيضا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعد للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل"، موضحة: "هذا النجاح الخارجي يمكن أن يمهد الطريق لإعادة انتخابه".
أما قناة "إن تي في" الألمانية "خاصة" فقالت إن اتفاق الإمارات وإسرائيل يمثل "نقلة تاريخية"، موضحة أنه "يمهد الطريق للسلام في الشرق الأوسط المضطرب، ويفتح الباب أمام تركيز الجهود على مواجهة التهديد الإيراني".
أما القناة الأولى بالتلفزيون الألماني "إيه آر دي" فأبرزت نجاح الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل في دفع الأخيرة للتراجع عن ضم مناطق بالضفة الغربية.
أما مجلة شتيرن الألمانية فقالت في معرض تعليقها على الاتفاق إنه "خطوة تاريخية طال انتظارها"، مضيفة "هذا الاتفاق يفتح باب السلام في الشرق الأوسط".
وأمس الخميس، اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في اتصال هاتفي على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين الإمارات وإسرائيل.
وبحسب بيان ثلاثي مشترك، فإن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.
ولعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وتكللت تلك السياسة الواقعية والدبلوماسية العقلانية بإعلان إسرائيل أمس الخميس وقف خطة ضم أراض فلسطينية.
وقف الضم جاء نتيجة جهود دبلوماسية حققت اتفاقا تاريخيا بين الإمارات وأمريكا وإسرائيل، اتفاق يغلب لغة الحوار والتفاوض، دعما للحق الفلسطيني وإعلاء لمصالحه العليا بعيدا عن سياسة الظواهر الصوتية للمتاجرين بالقضية، الذين لم يقدموا أي شيء يذكر للقضية الفلسطينية على مدى عقود.