كاتب ألماني عن التدخل التركي في ليبيا: "مقامرة غير محسوبة"
رانير هيرمان يقول في مقال نشرته النسخة الألمانية لموقع "دويتشه فيلا" إن تركيا تتدخل في ليبيا لأنها باتت تعتبر الأخيرة فناء خلفيا لها
وصف الكاتب الألماني البارز رانير هيرمان، السبت، التدخل التركي في الأراضي الليبية بأنه "مقامرة غير محسوبة"، معتبرا أن فخ ليبيا يهدد أوهام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال الكاتب هيرمان، في مقال نشرته النسخة الألمانية لموقع "دويتشه فيلا"، "إن تركيا تتدخل في ليبيا لأنها باتت تعتبر الأخيرة فناء خلفيا لها".
وأضاف هيرمان "مشروع القرار الذي وافق عليه البرلمان التركي، الخميس الماضي، ينص على أن الصراع في ليبيا يهدد المصالح التركية في جميع أنحاء شمال أفريقيا والبحر المتوسط"، موضحا أن تركيا دولة صغيرة تريد أن تلعب لعبة غير محسوبة مع دول كبيرة جدا.
وأشار إلى أن الأهداف السياسية للتدخل العسكري التركي لا تزال غامضة، لافتا إلى أنه من الواضح أن أردوغان يريد إنقاذ حكومة فايز السراج، لأن الأخير يدعم مطالب تركيا بجرف قاري ممتد في شرق البحر المتوسط، حيث احتياطيات الغاز الكبيرة.
وتابع القول "بدون السراج ستنفجر أطماع تركيا في غاز المتوسط".
ونوه الكاتب الألماني إلى أن القيادة التركية لا تحصل على أي دعم في تحركها الأخير في ليبيا، موضحا أن العالم العربي يرفض بشدة هذا التدخل، وأوروبا قلقة للغاية من هذا التطور، فيما تحتج المعارضة التركية بشدة ضده.
وأوضح هيرمان أن تدخل تركيا في ليبيا فخ يحمل مخاطر عالية، فالجنرال خليفة حفتر يحظى بدعم واسع خاصة من روسيا، وجنود تركيا سيعانون في حرب كبيرة على أرض لا يعرفون دروبها"، مضيفا "تركيا يمكن أن تصبح ضحية أوهامها الخاصة".
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
والخميس الماضي صادق البرلمان التركي على قرار خاص بإرسال قوات مسلحة إلى ليبيا، وهو الأمر الذي واجه سيلا من انتقادات المعارضة الرافضة لاتخاذ هذه الخطوة، والتي تأتي بإصرار من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي نجح حزبه العدالة والتنمية من تمرير القرار بمساعدة حليفه التقليدي حزب الحركة القومية المعارضة.