نائبان لـ"العين الإخبارية": تدخل أردوغان في ليبيا سيعيد إحياء "داعش"
تركيا تنخرط في دعم حكومة السراج والمليشيات المسلحة التابعة لها بطرابلس، رغم قرار مجلس الأمن بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011
أكد نائبان في البرلمان الليبي أن تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى طرابلس يعد اعتداء على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها، ومن شأنه أن يعيد إحياء تنظيم "داعش" الإرهابي مجددا.
وقال عضو مجلس النواب علي القايدي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ليبيا وضعت أمامها المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تدعو الأمم والشعوب والجيوش النظامية إلى الدفاع عن بلدانها في حال تعرضت للغزو من أمة أخرى، ووفقا لهذا ستكون كل القطع البحرية والجوية التركية معرضة للخطر.
وأضاف القايدي أن البحر المتوسط ومنطقة شمال أفريقيا ستصبح بسبب هذا العدوان (التركي) مسرح عمليات عسكرية للجيش الليبي المخول من الشعب والبرلمان بصده، مشيرا إلى أن الوقت قد حان للنفير العام في كافة قبائل ومناطق وقرى الجنوب.
وتابع: كنا نعتقد أن تصريحات أردوغان مجرد كلمات عابرة مثل هرطقاته السابقة، ولكن بعد تصويت البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا اتضح للعلن مؤامرة الخونة والمستعمرين في اتفاقيتهم المخزية التي وقعت في جنح الظلام.
وكان النائب الليبي يعلق على قرار البرلمان التركي، الخميس، بالمصادقة على تفويض أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا بعد أن وقع مذكرة تفاهم أمنية مع رئيس حكومة الوفاق غير الدستورية فايز السراج أواخر العام الماضي.
وحذر النائب من أن التدخل التركي وما يخلفه من فوضى محتملة يخدم أجندة داعش الإرهابية، ويعيد الحياة للتنظيم الذي تمكن الجيش الوطني من دحره في معاقله الرئيسية.
ومن جهته، أكد النائب سعيد أمغيب أن التدخل التركي في ليبيا لم يعد شأنا ليبيا فقط، إنما يعني المنطقة بأكملها إقليميا ومتوسطيا، معلنا تأييده للبيان الصادر عن الجامعة العربية، والذي يرفض تدخلات تركيا ويطالب مجلس الأمن بإصدار قرار لردع هذه الدولة الباغية، مطالبا كل دول الجوار والدول الأفريقية بالوقوف بجانب ليبيا في هذه المرحلة.
وأوضح أمغيب أن مجلس النواب الليبي سيكلف اللجنة القانونية برفع قضايا ضد رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومليشياته ووزير داخليته باشا آغا، لطلبهم الصريح تدخلا تركيا في ليبيا بشكل فعلي، وهذه تعتبر جريمة تصل إلى مرتبة الخيانة العظمى.
وحذر من خطورة وجود أعداد كبيرة من المرتزقة على الأراضي الليبية ومدهم بالسلاح، مؤكدا أن هذا الأمر سيساعد في عودة تنظيم "داعش" الإرهابي إلى ليبيا بقوة ويهدد الأمن القومي لكل دول الجوار، كما سيهدد دول أوروبا المطلة على البحر المتوسط، موجها التحية إلى القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الذي أعلن حالة النفير العام والجهاد لمواجهة العدوان التركي.
وتابع أمغيب قائلا "إن الشعب الليبي الشريف قال كلمته، وسوف يرى أردوغان الذي لا يعرف شدة بأسنا من هم الليبيون الشرفاء أحفاد المجاهدين الأبطال، وحجم التلاحم الشعبي من كل المدن والقبائل الليبية العريقة مع جيشهم الباسل ودعمهم للقيادة العامة للجيش سوف تدهش الأتراك العثمانيين وعملائهم في الخارج والداخل".
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
والخميس صادق البرلمان التركي على قرار خاص بإرسال قوات مسلحة إلى ليبيا، وهو الأمر الذي واجه سيلا من انتقادات المعارضة الرافضة لاتخاذ هذه الخطوة، والتي تأتي بإصرار من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي نجح حزبه العدالة والتنمية من تمرير القرار بمساعدة حليفه التقليدي حزب الحركة القومية المعارضة.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA==
جزيرة ام اند امز