ألمانيا تهاجم إيران بشدة وتهدد بتصعيد دولي حقوقي
نددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بما وصفته بـ"قمع" النساء الإيرانيات اللاتي يتظاهرن في مختلف المدن الإيرانية منذ أيام.
وقالت بيربوك في تصريحات لها، اليوم الخميس، إن "قمع التظاهرات يشكل تعرضا للإنسانية".
وأضافت الوزيرة الألمانية التي كانت تتحدث على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن "الهجوم الوحشي على النساء الشجاعات هو تعرض للإنسانية".
وأضافت أن ألمانيا تعتزم رفع هذا الانتهاك لحقوق النساء ولحقوق الإنسان إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة".
وأوقفت الشابة مهسا أميني (22 عاما) من محافظة كردستان بشمال غرب إيران، في 13 سبتمبر/أيلول الجاري في طهران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ارتداء "ملابس غير محتشمة"، قبل أن يعلن عن مقتلها في 16 من الشهر ذاته في المستشفى، وهو ما أثار غضب الشارع الإيراني.
وأطلقت وفاة أميني العنان لغضب عارم بين الإيرانيين، وأدت لاندلاع أسوأ احتجاجات تشهدها إيران منذ عام 2019.
وبحسب أحدث حصيلة فقد خلفت تلك الاحتجاجات 31 قتيلا بين المتظاهرين المدنيين في مختلف المدن جراء قمع الأمن الإيراني للتظاهرات.
وتركزت معظم الاحتجاجات في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، وامتدت إلى العاصمة طهران وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة أخرى، وردت الشرطة باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين.
وأثارت وفاة أميني غضبا في أنحاء إيران بشأن قضايا من بينها تقييد الحريات الشخصية بما يشمل فرض قيود صارمة على ملابس النساء، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي يترنح تحت وطأة العقوبات.
ويخشى حكام إيران من تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ البلاد والتي أسفرت عن سقوط 1500 قتيل.
كما أعرب المحتجون عن غضبهم إزاء الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي قالت تقارير إنه يعاني وضعا صحيا صعبا، وسط تكهنات بأن يخلفه نجله على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.
وفي ظل غياب المؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات، قامت السلطات الإيرانية بتقييد الوصول إلى الإنترنت، وفقا لمرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاع الإنترنت.
وتلعب النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن وحرقها، وقامت بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.