معضلة «تعبئة» بالجيش الألماني.. مزيد من «القُصر» وقليل من «النساء»
منذ فبراير/شباط ٢٠٢٤، يفترض أن يشهد الجيش الألماني، "نقطة تحول" فيما يتعلق بالتسليح والتجنيد، وصولا لهدف "الجيش الأقوى" بأوروبا.
لكن حتى الآن يبدو الوصول إلى ذلك الهدف بعيدا جدا عن مراد المستشار أولاف شولتز، الذي كشف عنه في خطاب وصف بالتاريخي أمام البرلمان، بعد أيام من بداية الحرب في أوكرانيا.
وفقا لخطة الحكومة التي يقودها شولتز، يجب تدريب الجنود البالغين فقط على استخدام السلاح. ومع ذلك، فإن نسبة الأطفال القصر البالغين من العمر 17 عاما زادت مؤخرا بشكل ملحوظ، وفق مجلة "دير شبيغل".
وجند الجيش الألماني نحو 18800 جندي جديد في عام 2023، مع تسجيل نسبة قصر مرتفعة: 1996 جنديًا كانوا يبلغون من العمر 17 عامًا فقط وقت تجنيدهم، ما يعادل 10,6% من إجمالي المجندين، مقارنة بـ9,4% في العام الماضي.
واتفق الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم وحزبي الخضر والديمقراطي الحر (الشركاء في الائتلاف الحاكم) في اتفاقية الائتلاف على أن "التدريب والخدمة بالأسلحة مخصصة للجنود البالغين".
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع، أنه لن يتم تعيين المتقدمين البالغين من العمر 17 عامًا في الجيش، إلا "إذا اجتازوا اختبار القدرات البدنية والنفسية الشامل".
ووفق الوزارة التي يبدو أنها تدافع عن سجلها في التجنيد، يأخذ التدريب العسكري في الاعتبار أيضًا لوائح حماية واسعة النطاق للقاصرين: "وهذا يعني على وجه التحديد: عدم المشاركة في خدمات الحراسة أو المهام الأجنبية، واستخدام السلاح فقط لأغراض التدريب"، وفق دير شبيغل.
وإجمالا، دخل ما مجموعه 15.935 رجلاً و2.867 امرأة الخدمة في الجيش الألماني العام الماضي، أي أن عدد المجندين الجدد وصل إلى 18.802، وهذا يزيد قليلاً عن العام السابق.
ففي عام 2022، وهو عام الهجوم الروسي على أوكرانيا، ارتفع عدد المجندين الجدد بنحو 12 بالمائة ليصل إلى 18775.
ومع ذلك، لم يتم الوصول إلى مستوى ما قبل تفشي جائحة كورونا. وفي عام 2019، بدأ 20.170 جنديًا خدمتهم العسكرية.
وفي2023 انخفضت نسبة النساء المجندات بشكل طفيف إلى 15 في المائة، بعد زيادة إلى 17 في المائة في العام السابق.
ويعاني الجيش الألماني مشكلة كبيرة في نقص التجهيزات، إذ قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مؤخرا، إن هذه الثغرات لن يتم سدها بالكامل قبل 2030.
وتابع بيستوريوس أن حرب أوكرانيا زادت من ثغرات تسليح الجيش الألماني بحكم أن عددا من الأسلحة المصدرة إلى أوكرانيا جاءت من مخازن الجيش.
الأكثر من ذلك، يعاني الجيش مشاكل فنية وتقنية محرجة. وفي نهاية عام 2022، كشفت رسالة من مسؤول في الجيش، نشرتها "دير شبيغل"، أن ناقلات الجند المدرعة من طراز "بوما" واجهت مشاكل فنية خطيرة خلال تدريبات مع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لدرجة لم يكن ممكنا استخدام أيّ منها.
وفي حينه، حاولت وزارة الدفاع إلقاء المسؤولية على شركات السلاح، لكنها اعترفت في تقرير قدمته للبرلمان بأن الإشكال كان "الافتقار إلى الخبرة اللازمة" لتشغيل الناقلات، وتركيب السلاح بشكل غير صحيح.
وفي رسالة أخرى عام 2017 من رقيب أول في الجيش، نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية، تبين وجود مشاكل في تدريب الجنود، لدرجة أنهم قاموا بمحاكاة ماسورة آلية مدرعة بعصا مكنسة خلال تدريب مع الناتو في النرويج، مما أدى إلى سخرية كبيرة.