"الإغاثة الإسلامية".. ارتباطات إخوانية بمرمى الرقابة الألمانية
وثيقة برلمانية ألمانية كشفت أن الحزب الديمقراطي الحر قدم طلبا إلى الحكومة لوضع المنظمة تحت رقابة الاستخبارات الداخلية.
يضيق الخناق على "الإغاثة الإسلامية" في ألمانيا، وتدخل المنظمة تدريجيا دائرة ضوء يرنو لوضعها تحت الرقابة على خلفية تأكيد ارتباطاتها الإخوانية.
مطالبات يقودها أكثر من طرف، فبعد وقف التمويل الحكومي الممنوح لها، وتعليق أكبر منظمة خيرية في ألمانيا التعامل معها، يمارس حزب كبير ضغوطا بالبرلمان من أجل وضعها تحت رقابة الاستخبارات الداخلية.
تحت الرقابة
وثيقة برلمانية ألمانية، مؤرخة في 6 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، كشفت أن ستيفان تومي، عضو الهيئة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط/ معارض)، قدم طلبا إلى الحكومة لوضع المنظمة تحت رقابة هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية).
وبحسب الوثيقة التي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها، فإن الطلب يأتي لارتباط المنظمة شخصيا ومؤسسيا بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وعادة ما تخضع هيئة حماية الدستور لرقابتها التنظيمات والأفراد الذين يمثلون خطرا كبيرا على الديمقراطية، ويهدفون إلى تقويض النظام السياسي.
ونقلت شبكة "دويتشه فونكه" الإعلامية الألمانية عن تومي قوله، الجمعة، إن "أموال منظمة الإغاثة في ألمانيا تذهب إلى حسابات منظمة الإغاثة العالمية (مقرها لندن)، ومنها إلى حركة حماس" في قطاع غزة.
واعتبر أنه "من الصعب فهم تأخر هيئة حماية الدستور في فرض رقابة على المنظمة".
ويأتي طلب تومي بعد أيام قليلة من تقديم حزبه الديمقراطي الحر طلب إحاطة، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، يطلب ايضاحات من الحكومة حول ما اتخذته من إجراءات ضد منظمة الإغاثة الإسلامية بعد ثبوت علاقتها بالإخوان.
وجاء في ديباجة الطلب: "أكدت الحكومة الألمانية في مذكرة للبرلمان في أبريل (نيسان) 2019، أن منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، ومنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية ترتبطان بعلاقات شخصية قوية بالإخوان والمنظمات القريبة منها".
وتأتي هذه الضغوط بعد نحو شهر من قرار اتحاد للمنظمات الخيرية في ألمانيا، تعليق جميع تعاملاته مع منظمة الإغاثة الإسلامية بسبب ارتباط الأخيرة مؤسسيا وشخصيا بالإخوان الإرهابية.
ونقلت صحيفة "دي فيلت" المحلية، مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، عن متحدث باسم الاتحاد لم تسمه، قوله إن "اتحاد دويتشلاند هيلفت (ألمانيا تساعد) علق عضوية منظمة الإغاثة الإسلامية حتى إشعار آخر".
وفي 2019، جمع اتحاد "دويتشلاند هيلفت" تبرعات وصلت إلى 36 مليون يورو، ذهب 2.5 مليون يورو منها إلى "الإغاثة الإسلامية".
تجفيف مصادر التمويل
في أبريل/ نيسان الماضي، جففت وزارة الخارجية الألمانية أحد أهم مصادر دخل المنظمة، وهي المساعدات الحكومية المحلية.
وقالت الوزارة في إفادة لموقع "يونجل وورلد" الإخباري المحلي، إن "المنظمة لم تعد تتلقى تمويلا من الحكومة الألمانية، سواء لمشروع دعم الرعاية الطبية في سوريا، أو غيره".
وتابعت الوزارة أن "تمويل هذه المنظمة توقف في مارس (آذار) الماضي"، مؤكدة أنها "لم تعد تتلقى أي تمويل منا".
ولفتت إلى أن "قرار وقف التمويل جاء بعد تولي مكتب التحقيق الفيدرالي مراجعة حسابات منظمة الإغاثة لمدة عام كامل".
لكن الوزارة رفضت نشر نتائج المراجعة، معتبرة أن "التصريح بهذه المعلومات يمكن أن يكون ضارا بمصالح جمهورية ألمانيا الاتحادية".
وسابقا، تلقت منظمة الإغاثة الإسلامية، من الخارجية الألمانية، مساعدات بلغت 1.5 مليون يورو في 2017، و2.5 مليون يورو في 2018.
ووفق موقع "يونجل ورلد"، فإن حملات التبرعات التي تنظمها منظمة الإغاثة في ألمانيا تأثرت سلبا، كما تأثر دخل المنظمة في 2019 و2020، بإعلان برلين اكتشاف صلات شخصية ومؤسسية بين المنظمة والإخوان.
ارتباط مؤسسي وشخصي
وثيقة للبرلمان الألماني مؤرخة في 15 أبريل/ نيسان 2019، ذكرت أن "هيئة حماية الدستور ترى أن منظمات الإخوان في ألمانيا، ومنها منظمة الإغاثة الإسلامية، خطيرة للغاية".
وتابعت أن "منظمة الإغاثة الإسلامية التابعة للإخوان، ترتبط بصلات وثيقة بمنظمات أجنبية، وخاصة حركة حماس الفلسطينية".
كما "ترتبط بالمنظمة الأساسية للإخوان في ألمانيا، وهي منظمة المجتمع الإسلامي، وتعد منظمة الإغاثة الممول الأساسي لأنشطة الأخيرة".
ووفق الوثيقة ذاتها، فإن الروابط بين منظمة الإغاثة الإسلامية، ومنظمة المجتمع الإسلامي ليست مؤسسية فقط، بل شخصية أيضا.
فإبراهيم الزيات، عضو الهيئة العليا لمنظمة الإغاثة الإسلامية، هو أيضا رئيس مجلس الشورى التابع لمنظمة المجتمع الإسلامي، ورئيس هذه المنظمة سابقا، ومحرك خيوط وأنشطة الإخوان في ألمانيا.
فيما قالت وثيقة أخرى للبرلمان الألماني مؤرخة في 10 يناير/ كانون ثان 2017، إن فرع منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا، تأسس بشكل رسمي في 1996، واتخذ من مبنى في نفس المدينة مقره الرئيسي.
لكن منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا تمتلك أيضا فروعا في برلين وفرانكفورت (وسط)، وإيسن (غرب)، وهامبورغ (وسط)، بحسب المصدر نفسه.