قبل الانتخابات.. "اتحاد ميركل" يعاني من مضاعفات كورونا
قبل 6 أشهر من الانتخابات، يبدو أن الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا يغرق في تبعات أزمة كورونا من فساد مالي وجمود في التلقيح وغيرها.
وكان الاتحاد المسيحي يجني ما وصف في حينه بـ"استراتيجية ناجحة" في مكافحة "كورونا"، وتخطى أداؤه في استطلاعات الرأي 40% من نسب التأييد، قبل أقل من عام.
لكن الأمر تغير مع مرور الوقت، بسبب غضب الألمان من إجراءات الإغلاق الطويلة، والصعوبات الكبيرة التي واجهتها البلاد في توفير اللقاحات خاصة مع اعتمادها على استراتيجية أوروبية للتلقيح منحت برلين حتى الآن عددا محدودا من الجرعات وأخرتها في تطعيم أكبر عدد ممكن مقارنة بالدنمارك على سبيل المثال.
ثم جاءت فضائح الفساد المتتالية التي ضربت الاتحاد المسيحي، إذ تورط نائبان بارزان في فضائح تلقي رشاوى في صفقات أقنعة طبية "كمامات"، ما يضع ثقة الناخبين بالاتحاد على المحك.
واليوم.. أعلن النائب عن الاتحاد المسيحي نيكولاس لوبل استقالته من الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، لتورطه في فضيحة فساد متعلقة بالتوسط في صفقات شراء أقنعة طبية والحصول على أموال طائلة.
ولم تكن هذه الحالة الأولى؛ إذ استقال جورج نسلين من منصبه كنائب لرئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا أواخر فبراير/شباط الماضي، إثر فضيحة مماثلة.
وتأتي هذه المشاكل لتزيد الموقف الصعب الذي يتعرض له الاتحاد، خاصة مع خروج المستشارة أنجيلا ميركل النهائي من السياسة مع نهاية الفترة التشريعية الحالية، وهو الأمر الذي يضعف كثيرا موقف الاتحاد في الانتخابات المقبلة.
وحصد الاتحاد المسيحي 32% من تأييد الناخبين في استطلاع أجرته صحيفة "بيلد" الألمانية ونشرت نتائجه اليوم، متراجعا نقطتين كاملتين عن استطلاع الأسبوع الماضي.
كما يخوض الاتحاد المسيحي انتخابات محلية فاصلة في ولايتين، هما بادن فورتمبيرغ وراينلاند بالاتينات، خلال الشهر الجاري، وسط توقعات بتعرضه لهزائم كبيرة تفاقم الصعوبات التي يواجهها.
ففي بادن فورتمبيرغ، يتخلف الاتحاد المسيحي بـ11 نقطة كاملة عن حزب الخضر "يسار" متصدر استطلاعات الرأي، فيما يتخلف بـ4 نقاط عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" متصدر استطلاعات الرأي في راينلاند بالاتينات.
ووفق الخبير السياسي يورغن فالتر فإن هناك أسبابا عدة للصعوبات التي يواجهها الاتحاد المسيحي، لكن جميعها مرتبط بجائحة "كورونا".
وعدّد فالتر في تصريحات صحفية أسباب تراجع الاتحاد، وهي "فوضى التطعيم، والافتقار إلى استراتيجية جيدة لمكافحة كورونا، وتزايد عمليات الإغلاق والفتح دون استراتيجية واضحة".
وتابع "كما أن الصراعات الداخلية في وقت الأزمة أضرت بشكل التكتل السياسي الأكبر في ألمانيا"، ضاربا مثالا بهجوم السياسي البارز بالاتحاد ماركوس بلوم على وزير الصحة وزميله في التكتل نفسه يانس شبان، واتهامه الأخير بارتكاب أخطاء في أزمة كورونا.
وأضاف "الأعصاب متوترة داخل الاتحاد، وأمامه 4 أسابيع يدخل فيها بعض تحسن على إدارة أزمة كورونا ومشاكله الداخلية، وإلا سيدفع ثمن كل هذا في الانتخابات التشريعية المقبلة".
واختتم قائلا "هذه بداية دوامة هبوط، وإذا لم ينقذ الاتحاد المسيحي نفسه لن يحصل على الأصوات الكافية في الانتخابات، ليصبح القوة الأولى ويشكل الحكومة المقبلة".
وتجري الانتخابات التشريعية في ألمانيا في سبتمبر/أيلول المقبل، ولن تخوض ميركل هذه الانتخابات إثر إعلانها التقاعد بانتهاء الفترة التشريعية الحالية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز