فارون من القمع.. ضغوط لحماية المعارضين الأتراك بألمانيا
لا يتذكر كثر قضية محامي السفارة الألمانية يلماز. س الذي احتجزته أنقرة لفترة، لكن الملف لا يزال يسيل بالكثير من الحبر بالبلد الأوروبي.
قضية تعود إلى الواجهة في ضوء تزايد الضغوط البرلمانية والإعلامية على الحكومة الألمانية في الوقت الحالي، لمنح حق الحماية للأتراك المتضررين منها، بعد حديث عن إمكانية ترحيل عدد منهم إلى تركيا.
بداية القصة كانت في 2019، حين اعتقلت السلطات التركية محامي السفارة الألمانية في أنقرة، يلماز س، بتهمة التجسس، وحصلت منه على بيانات شخصية وحساسة عن معارضين لنظام رجب طيب أردوغان، تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا.
وأبلغت السلطات الألمانية طالبي اللجوء الأتراك المتضررين من هذه القضية بهذا الواقع الصعب.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، قالت مصادر أمنية لمجلة "دير شبيجل" الألمانية إن السلطات قررت منح كافة المتضررين حق الحماية الدائمة (اللجوء) في ألمانيا.
ورغم ذلك، لم تبت السلطات حتى الآن في كل الطلبات، ورفضت العشرات، وفق مذكرة للحكومة أرسلتها للبرلمان ردا على طلب إحاطة من النائبة يوليا جيلبكي.
الأكثر من ذلك، أن عدد الذين تسربت بياناتهم إلى السلطات التركية لم يكن كالمعلن؛ ففي البداية قالت السلطات إن عدد المتضررين يتراوح بين 59 و113 طالب لجوء، كانت ملفاتهم بحوزة يلماز وقت اعتقاله.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، برأت السلطات التركية يلماز من تهمة التجسس، وأكدت الحكومة الألمانية أن السلطات التركية حصلت منه على بيانات عن 911 طلب لجوء قدمها أتراك في ألمانيا، بينهم أكراد بارزون وأعضاء في حركة فتح الله غولن رجل الدين الذي تتهمه أنقرة بتدبير انقلاب مزعوم في 2016.
ومن بين 911 طلب لجوء أصبحت في حوزة الأتراك، منحت ألمانيا حق اللجوء لـ 336 شخصا فقط، والحماية الثانوية أي "الإقامة المؤقتة" لـ489، فيما رفضت البقية، وبات هؤلاء معرضين للترحيل إلى تركيا في أي وقت.
ولم تستبعد الحكومة الألمانية، في مذكرتها للبرلمان، ترحيل هؤلاء المرفوضين إلى تركيا رغم خطورة ذلك على حريتهم وحياتهم، وفق "دير شبيجل".
الصحيفة وصفت ذلك بـ"الفضيحة الدبلوماسية"، معتبرة أن "المانيا تريد أن ترسل عشرات الأتراك المعارضين إلى سجون النظام التركي في سابقة لم تحدث من قبل".
النائبة يوليا جيلبكي قالت تعليقا على ذلك: "أرى ذلك أمرا مخزيا"، مضيفة أن "الحكومة الفيدرالية لا تهتم بما قد يحدث لهؤلاء اللاجئين المرفوضين إذا عادوا لتركيا.. يتعين علينا أن نتحسب لمصير هؤلاء".
فيما طالبت النائبة الألمانية، أولا يلبكه، بمنح حق اللجوء لجميع الأتراك المتضررين من اعتقال يلماز، ولا بد من إعادة أي شخص جرى ترحيله بالفعل إلى تركيا.
وفي السنوات الأخيرة، تزايد عدد الأتراك الهاربين من قمع النظام التركي إلى ألمانيا، وتضاعفت عدد طلبات اللجوء التي يقدمها هؤلاء الفارين، وأغلبهم معارضون وأكراد وأعضاء بحركة غولن.
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز