هل تفتح ساكسونيا "الباب المرعب" في ألمانيا؟
أسبوع واحد يفصل ألمانيا عن انتخابات محلية محفوفة بالمخاطر؛ يمكن أن تكون فاصلة، إذ يقف اليمين المتطرف على حافة حكم أول ولاية بالبلاد.
ويسير حزب البديل لأجل ألمانيا (يمين متطرف) بخطى ثابتة منذ تأسيسه عام 2013، فبعد دخوله البرلمان لأول مرة في تاريخ الأحزاب المتطرفة في 2017، واحتلاله مقاعد حزب المعارضة الرئيسي، يقترب في الفترة الراهنة من حكم ولاية ألمانية لأول مرة.
ويتعلق الأمر بالانتخابات المحلية في ولاية ساكسونيا أنهالت، التي يخوض فيها "الاتحاد المسيحي" الحاكم معركة مصير صعبة يوم 6 يونيو/حزيران المقبل.
وفي أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد أنسا لقياس اتجاهات الرأي العام (خاص)، فإن حزب البديل يحتل المرتبة الأولى في الولاية بـ26% من نوايا التصويت، يليه الاتحاد المسيحي بـ25%.
لماذا يتمسك الاتحاد المسيحي بالفوز؟
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة بيلد الألمانية، فإن الاتحاد المسيحي يعي خطورة هذه الانتخابات المحلية على أدائه في الانتخابات الفيدرالية المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، وصورة مرشحه للمستشارية، أرمين لاشيت، ومستقبل حزب البديل لأجل ألمانيا.
لذلك، يلقي الاتحاد بكل ثقله في الحملة الانتخابية قبل أسبوع من الاقتراع في ساكسونيا أنهالت، ودفع بمرشحه للمستشارية لاشيت، ورئيس حكومة الولاية الحالي، راينر هاسيلوف، إلى الفعاليات الانتخابية.
وشارك لاشيت في فعاليتين يوم الجمعة في مدينة ديساو، كما شارك في 4 فعاليات أخرى السبت في مدينة هاله ومناطق جنوب ولاية ساكسونيا أنهالت، وفق ما أعلنه الاتحاد المسيحي.
وبالإضافة إلى إحباط تقدم حزب البديل لأجل ألمانيا، يحتاج لاشيت للفوز بانتخابات "ساكسونيا أنهالت" لتجاوز الهزائم في ولايات أخرى في مارس/ آذار الماضي، وإثبات أن الاتحاد المسيحي يمكنه أن يؤدي بشكل أفضل تحت قيادته، وضرب عاصفة التشكيك في إمكانياته، خاصة في ظل مشاركته المباشرة في الحملة الانتخابية في الولاية، وفق مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
رياح معاكسة
ووفق "دير شبيجل"، فإن فوز حزب البديل لأجل ألمانيا بالاقتراع في ولاية ساكسونيا انهالت، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، وحصول الاتحاد المسيحي على أي نسبة دون الـ30%، ستكون بمثابة رياح معاكسة قوية ضد لاشيت.
وقالت المجلة إن "خسارة الاتحاد المسيحي للولاية ستعزز عاصفة التشكيك ضد لاشيت وتضعف موقفه بقوة في التكتل قبل 4 أشهر من الانتخابات الفيدرالية، فضلا عن مفاقمة مشاكل الاتحاد بعد سلسلة هزائم وفضائح فساد أفقدته كثيرا من الشعبية".
في المقابل، فإن فوز حزب البديل لأجل ألمانيا بانتخابات الولاية، سيكون تاريخيا، وينقل الحزب إلى مرحلة أخرى في تاريخه، ويزيد فرصه في تجاوز عتبة الـ11% من الأصوات التي يحوز عليها في استطلاعات الرأي على المستوى الفيدرالي، وفق صحيفة بيلد التي قالت "سيكون هذا ناقوس خطر".
وفي مارس/ آذار الماضي، سجل الاتحاد المسيحي أسوأ نتائجه تاريخيا في انتخابات ولاية بادن-فورتمبيرغ، حيث حصل على 24.1% من الأصوات، بتراجع قدره 2.9 نقطة مئوية عن انتخابات عام 2016.
وفي ولاية راينلاند-بفالتس، تراجعت الأصوات المؤيدة للحزب من 31.8% إلى 27.7%، وكانت هذه أيضا أسوأ نتيجة له في الولاية.
كما ضربت سلسلة فضائح فساد متعلقة بصفقات شراء أقنعة طبية، 5 من سياسيي ونواب الاتحاد المسيحي، ما هز صورة التكتل بشكل كبير شعبيا.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA== جزيرة ام اند امز