هل يصبح "الخضر" القوة السياسية الأولى في ألمانيا؟
قبل 6 أشهر من الانتخابات التشريعية، تسير دفة القيادة السياسية في اتجاه حزب الخضر "يسار" في ألمانيا، فهل يستطيع تصدر المشهد؟
وتعرض الاتحاد المسيحي؛ أكبر قوة سياسية في البلاد خلال الـ16 عاما الأخيرة، إلى أزمات متعددة، يمكن أن تقوض فرصه في الحفاظ على مكانته في الانتخابات المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ففي خلال الأسابيع الماضية، هزت ألمانيا 5 فضائح فساد مدوية متورط فيها 4 نواب وسياسي كبير في الاتحاد المسيحي، ومتعلقة بتلقي رشاوى وعمولات في صفقات أقنعة طبية "كمامات".
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، إذ مُني أكبر ضلع في الاتحاد المسيحي، وهو الحزب الديمقراطي المسيحي بنتائج سيئة غير مسبوقة في انتخابات البرلمان المحلي بولايتي بادن-فورتمبيرغ وراينلاند-بفالتس التي جرت في وقت سابق هذا الشهر.
وسجل الحزب في ولاية بادن-فورتمبيرغ أسوأ نتائجه، حيث حصل على 24.1% من الأصوات، بتراجع قدره 2.9 نقطة مئوية عن انتخابات عام 2016.
وفي ولاية راينلاند-بفالتس، تراجعت الأصوات المؤيدة للحزب من 31.8% إلى 27.7%، وكانت هذه أيضا أسوأ نتيجة له في الولاية.
وبخلاف الخسائر الانتخابية وفضائح الفساد، يتعرض الاتحاد المسيحي الألماني لانتقادات غير مسبوقة بسبب إدارته السيئة لأزمة كورونا، وتراجع معدلات التطعيم ضد الفيروس مقارنة بدول أخرى مثل بريطانيا والدنمارك.
ودفع الاتحاد ثمن هذه الأزمات المتتالية، وتراجع من 37% من معدلات التأييد في استطلاعات الرأي في بداية فبراير شباط الماضي، إلى 28% في استطلاع لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه هذا الأسبوع، و26% في استطلاع نشر أمس وأجراه معهد فورسا العريق المتخصص في استطلاعات الرأي.
وتعكس هذه الأرقام حالة تراجع أقرب للسقوط الحر للاتحاد المسيحي متأثرا بالأزمات والفضائح، وخروج المستشارة أنجيلا ميركل من الساحة السياسية طواعية، ما يؤدي لتراجع الثقة في التكتل ككل، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".
في المقابل، يؤدي حزب الخضر بقوة في استطلاعات الرأي، ووصل إلى 22% من تأييد الناخبين في استطلاع فورسا أمس، ما يعني أنه على بعد 4 نقاط فقط من الاتحاد المسيحي، بعد أن كان على بعد 18 نقطة قبل شهرين.
بل أن الخضر يتخطى الاتحاد المسيحي فيما يعرف بـ"تصويت الناخبين المحتملين"، وهو معدل يقيس ميل الناخبين المتأرجحين، إذ يحوز الحزب اليساري على 30% من تأييد هؤلاء، فيما يحوز اتحاد ميركل على 29%.
ووفق بيلد، فإن الاستطلاعات تعكس تزايد في معسكر حزب الخضر بمرور الأيام، ما يعني أن الحزب يسير في اتجاه القفز للمركز الأول إذا استمرت الأمور على ما هي عليه.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في معهد "أليانز باخ" الألماني "خاص"، رنيت كوشر، قوله "اهتزت ثقة الناس في الاتحاد المسيحي"، مضيفا "الأمور يمكن أن تتأزم".
وأضاف "كانت هذه الثقة سبب قفزة الاتحاد في الاستطلاعات قبل عام، وتراجعها يؤدي الآن لانهيار موقفه".
وتابع "بالنسبة للمواطنين، فإن الاتحاد يملك الخبرة الأكبر في الحكم، فإذا فشل في مثل الأزمة الراهنة، يجب أن يكون الرد قاسيا".
ومضى قائلا "لم يتبق الكثير من الوقت حتى موعد الانتخابات في سبتمبر لاستعادة الثقة التي ضاعت".
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز