إجلاء الألمان من كابول.. حكومة ميركل وسط عاصفة غير مسبوقة
وضع الموقف المعقد لعمليات إجلاء الألمان والمتعاونين من كابول، حكومة أنجيلا ميركل، وسط عاصفة انتقادات ومساءلة محلية غير مسبوقة.
وعلى مدار الـ24 ساعة الماضية، تعرضت ميركل وحكومتها لانتقادات جمة على خلفية التلكؤ في إنقاذ الألمان في كابول، وانتظار اللحظات الحرجة للتحرك، ثم فشل أولى رحلات الإجلاء وعودتها بـ7 أشخاص فقط.
"بيان حكومي"
وطالب الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" ببيان حكومي من ميركل، أمام البرلمان، يعقبه الإجابة على أسئلة النواب، وطلبات الإحاطة.
وبرر الحزب طلبه بأنه "بسبب الإجراء المتأخر من قبل الحكومة الفيدرالية، قد لا يكون من الممكن إجلاء جميع الأشخاص المستهدفين من أفغانستان".
وقال زعيم الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر في برلين: في تصريحات طالعتها "العين الإخبارية"، "هذا احتمال مروع"، مضيفا "من الواضح أنه كانت هناك إخفاقات في تقييم الوضع، ونحتاج الآن إلى توضيح".
كما جاءت الانتقادات من داخل الاتحاد المسيحي الحاكم، إذ طالب البرلماني البارز عن الاتحاد، رودريش كيزيوتر ، بتدشين عملية مراجعة شاملة وتغيير واسع في وكالات الاستخبارات الألمانية، التي فوجئت بالتقدم السريع لحركة طالبان.
وقال كيريوتر رئيس هيئة الرقابة البرلمانية، وهي هيئة برلمانية مسؤولة عن وكالات الاستخبارات، في تصريحات صحفية: "علينا أن نتعلم الدروس من التجارب في أفغانستان لتنظيم وكالات الاستخبارات".
وتابع كيزيوتر: "عليك أن تسأل نفسك ما إذا كان لا يزال من الصواب الفصل بين وكالات الاستخبارات الداخلية والخارجية في ألمانيا"، كما دعا "مجلس الأمن الفيدرالي لتطوير تحليلات أو سيناريوهات قائمة على أساس علمي، وتقييم العمليات وإعداد القرارات" و "تنظيم مشورة سياسية أفضل".
وأوضخ "لم يكن شيئًا جيدًا أن يقول وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في إفادة أمام البرلمان في يونيو / حزيران إن سيناريوهاته لا تفترض أن كابول ستسقط".
مفاجأة السفارة
فيما فجرت القناة الأولى بالتلفزيون الألماني، مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيدها أن السفارة الألمانية بكابول حذرت من الوضعية الراهنة منذ فترة طويلة.
ووفق القناة، فإن السفارة ترسل تقارير للخارجية في برلين منذ فترة، تحذر من الخطر على موظفيها في حال سقوط كابول.
وحتى يوم الجمعة، كانت السفارة تحذر من الوضع في أفغانستان والخطورة الأمنية، إذ كتب نائب السفير، هندريك فان ثيل في تقريره أن "المناشدات العاجلة من السفارة لفترة طويلة لم يتم التعامل معها "في الوزارة" حتى هذا الأسبوع".
وتابع في التقرير الذي أرسله للخارجية الألمانية الجمعة، "إذا حدث خطأ في أي وقت، لكان من الممكن تجنبه"، في إشارة إلى أن برلين كان يمكن أن تتفادى الوضعية الراهنة إذا استمعت للسفارة مبكرا.
ووفق القناة الألمانية، لم تتعامل الخارجية الألمانية مع الوضع في كابول وموقف الموظفين الألمان إلا في اللحظات الحرجة بكابول.
"ضحك ميركل"
أما صحيفة بيلد الألمانية فكتبت مقال بعنوان "كارثة تاريخية للمستشارة ميركل، وقالت فيه "السؤال الحاسم للأيام المتبقية من ولاية أنجيلا ميركل هو: هل جعلت المستشارة إجلاء المواطنين الألمان والمتعاونين من أفغانستان أولوية قصوى؟ أم أنها وضعت حياة هؤلاء تحت رحمة البيروقراطية والتضارب بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية؟".
وتابعت الصحيفة: "عاد البريطانيون والسويديون والتشيكيون صباح يوم الإثنين مع موظفي سفارتهم إلى بلدانهم، قبل أن تهبط طائرة الجيش الألماني الأولى في كابول".
ومضت قائلة: "العناد في المستشارية، يهدد حياة جنودنا الذين يضطرون إلى الهبوط في كابول في ظل ظروف مأساوية أكثر بكثير مما قد يكون ضروريًا، من أجل تنظيم عمليات الإجلاء".
وما فاقم الانتقادات لميركل، هو ظهورها في فعالية في أحد دور العرض السينمائي بالعاصمة برلين، مساء الإثنين، وهي تضحك رغم الوضع الصعب للرعايا الألمان في كابول.
وانتقدت الصحف الألمانية "الحالة المزاجية الجيدة لميركل" أثناء عرض أحد الأفلام الوثائقية في قصر دلفي السينمائي في برلين، بعد فترة وجيزة من اعترافها علنًا بفشل مهمة أفغانستان، وصعوبة إجلاء الرعايا الألمان والمتعاونين الأفغان.
وتعرض الجيش الألماني أمس، لانتقادات لأنه لم ينقذ سوى سبعة أشخاص من كابول في أول رحلة إجلاء له من أفغانستان.
وسادت حالة من الفوضى في مطار العاصمة الأفغانية، كابول، بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وفرار رئيس البلاد أشرف غني للخارج.
وتداول نشطاء مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي قالوا إنها من مطار كابول تظهر حالة كبيرة من الفوضى والزحام الشديد والمشاهد المرعبة لسقوط أفغان تشبثوا بأجنحة إحدى الطائرات.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز