وزيرة "السرقة الأدبية" في ألمانيا.. خسارة بطعم المكسب
لم تخفت قضية وزيرة الأسرة الألمانية، فرانسيسكا جيفي، رغم استقالتها من منصبها على خلفية شبهات حول سرقة أدبية.
وتركت جيفي منصبها الوزاري، الأربعاء، تحت وطأة الانتقادات واللوم في قضية "السرقة الأدبية" في رسالة الدكتوراه الخاصة بها، لكنها لا تزال مرشحة لمنصب عمدة برلين، في الانتخابات المقررة سبتمبر/أيلول المقبل.
ورغم الاستقالة، فجرت صحيفة بيلد الألمانية (خاصة) مفاجأة مدوية، إذ من المقرر أن تحصل حيفي على 212 ألف يورو كبدلات خلال العامين التاليين لتركها المنصب الوزاري، وفق اللائحة الداخلية لمجلس الوزراء.ويمكن أن تقل هذه البدلات إلى 57 ألف يورو فقط في حال نجاحها في الانتخابات المحلية في برلين، وتوليها منصبا جديدا، هو عمدة العاصمة الألمانية في الخريف المقبل.
وعلقت صحيفة بيلد قائلة "رغم الاستقالة واتهامات السرقة الأدبية في رسالة الدكتوراه، لن تخسر جيفي أي أموال".
كما أن ترشح جيفي لمنصب عمدة برلين، الرفيع، يثير كثيرا من الحيرة، خاصة في ظل اتهامها بـ"السرقة والغش" في درجة علمية.
وكتبت مجلة دير شبيجل الألمانية: "استقالت جيفي من منصبها وتضع مصيرها السياسي في أيدي ناخبي برلين"، مضيفة "ليس من المستبعد أن يغفر لها هؤلاء الناخبون في الخريف".
وتابعت "نحن نشهد للتو خدعة سحرية سياسية رائعة"، موضحة "عند كتابة أطروحة الدكتوراه، عملت فرانشيسكا جيفي على الأقل بشكل غير لائق، وربما خدعت الجامعة عن قصد، ومع ذلك، فإنها تمتلك الجرأة لتقديم نفسها على أنها سياسية جديرة بالثقة تمامًا وتتمتع بالنزاهة وتخوض انتخابات جديدة".
وفي هذا الإطار، قال الخبير السياسي يورجن فالتر في تصريحات لصحيفة "بيلد": "لا يجب أن تكون حاصلا على درجة الدكتوراه لتكون سياسيا جيدا أو رئيس بلدية جيدا".
لكنه استدرك "لكن أولئك الذين يغشون في امتحاناتهم، لا يعرضون أنفسهم للخطر فحسب، بل هم أيضا نموذج في غاية السوء".
وتابع "رغبة جيفي في استمرار ترشحها لعمدة برلين رغم استقالتها من عملها الوزاري موقف غير جيد، ويوحي بأن منصب العمدة أقل ولا يتطلب معايير أخلاقية رفيعة".
وتتزايد الضغوط على جيفي للانسحاب من الترشح لمنصب عمدة برلين، فيما يدافع عنها البعض بدعوى أن صاحب القرار في هذا الأمر هو الناخب الذي بات على علم بقضية "السرقة الأدبية"، ويمكنه الغفران للوزيرة المستقيلة أو عقابها في صندوق الاقتراع.
وكانت منصة "فرونيبلاغ ويكي" غير الحكومية، اتهمت جيفي بأنها سرقت قسما من أطروحتها في العلوم السياسية التي قدمتها أمام جامعة برلين الحرة عام 2010.