الوضع في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي.. أبرز ملفات مؤتمر ميونيخ
نحو 20 وزيرا للدفاع يجتمعون في ميونيخ لمناقشة الأوضاع في سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية والقضاء على آخر جيوب داعش.
يلتقي وزراء دفاع دول التحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش، في ميونيخ الجمعة، لمناقشة كيفية تنظيم صفوفهم بعد طرد الإرهابيين من آخر جيب لهم في سوريا ومغادرة القوات الأمريكية البلاد.
ويحضر نحو 20 وزيرا اجتماع ميونيخ، بحسب ما أفاد أحد المصادر وبينهم وزراء دفاع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
- منظمات ألمانية وأوروبية تطالب "ميونيخ للأمن" بوقف بيع الأسلحة لتركيا
- السيسي يستعرض رؤية مصر لمكافحة الإرهاب في مؤتمر "ميونيخ"
وتعد القوات الأمريكية أكبر المشاركين في التحالف لمحاربة داعش، وسيؤدي انسحابها بعد إعلان هزيمة التنظيم الإرهابي إلى إعادة خلط الأوراق بين مختلف اللاعبين الرئيسيين في النزاع السوري.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في ديسمبر/كانون الثاني 2018 قراره سحب نحو ألفي جندي أمريكي في خطوة فاجأت حلفاء من بينهم فرنسا وبريطانيا.
وقالت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي إن "انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سيكون حتما في صلب المحادثات"، وأضافت أنه سيتعين على المجتمع الدولي ضمان عدم عودة داعش إلى سوريا أو في أي مكان آخر.
وتثير السيطرة على أراضي تنظيم داعش في سوريا القلق بشأن فرار الإرهابيين المتمرسين والأجانب وتشكيلهم خلايا جديدة في سوريا أو أماكن أخرى.
وينطلق مؤتمر ميونيخ حول الأمن العام خلال الفترة من 15 إلى 17 فبراير/شباط الجاري، ومن بين الذين سيلقون كلمات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
ماذا بعد الانسحاب الأمريكي؟
التحدي الآخر هو مستقبل المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية عند انسحاب القوات الأمريكية.. وكان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان أعلن في وقت سابق خلال هذا الأسبوع أنه تجري ضمن التحالف محادثات لمعرفة كيفية ضمان الاستقرار والأمن وبأي إمكانات بعد انسحاب الولايات المتحدة ومن سيساهم في تلك الجهود.
وتفكر واشنطن في إنشاء "قوة مراقبين" تضم حلفاءها في منطقة عازلة في شمال شرقي سوريا.. والهدف مزدوج؛ تجنب هجوم يمكن أن يشنه الجيش التركي ضد المقاتلين الأكراد السوريين ومنع خلايا إرهابية من التشكل في تلك المنطقة.
وأضاف شاناهان قائلا: "من الواضح أن التحالف مع إمكاناته وقدراته يشكل خيارا"، ملخصا بذلك الموقف الأمريكي بأنه يمكن لحلفاء الولايات المتحدة أن يبقوا في المنطقة لتجنب تدهور الوضع بعد مغادرة الجنود الأمريكيين.
لكن هذه الفكرة تلقتها باريس بفتور.. وتساهم فرنسا في عمليات التحالف بنحو 1200 عنصر من المدفعية والقوات الخاصة، وتشن ضربات جوية وتقوم بتدريب الجيش العراقي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الأربعاء: "نحن اليوم نتساءل حول هذه المنطقة العازلة، من سيتولى مراقبتها ومن سيكون الضامن لها وما ستكون حدودها وأي ضمانات ستقدم لقوات سوريا الديمقراطية والأكراد؟".. وكان الموقف الفرنسي أكثر وضوحا، حيث قال مصدر فرنسي لوكالة الأنباء الفرنسية: "من غير الوارد على الإطلاق نشر فرنسيين على الأرض بدون الأمريكيين".
مصير الدواعش الأجانب
وتواجه دول عدة أبرزها فرنسا أيضا مشكلة مصير الدواعش الأجانب، الذين اعتقلتهم القوات الكردية المتحالفة مع الغرب، بعدما قاتلوا في صفوف التنظيم الإرهابي.
وتترقب قرارات التحالف كل من روسيا وإيران وتركيا التي التقى رؤساؤها في سوتشي الخميس لمناقشة تداعيات خطة الانسحاب الأمريكي.
وتخشى دول أوروبية من عودة مئات من عناصر داعش الأجانب المتمرسين إلى بلدانهم وتنفيذ هجمات إرهابية أو تكوين خلايا جديدة.
وشهدت عواصم أوروبية خلال السنوات القليلة الماضية هجمات إرهابية أعلن المسؤولية عنها تنظيم داعش الإرهابي ونفذتها أو خططت لها عناصر تلقت تدريبها في ميادين القتال في سوريا والعراق.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز