زيلينسكي يحشد حلفاءه.. تحذير وتحفيز و«ميونخ» الأمل الأخير
الرئيس الأوكراني يجدد مقاربة التحذير والتحفيز بحثا عن دعم إضافي من حلفاء مترددين مستفيدا من وجوده ضمن نحو 50 من قادة العالم.
ولليوم الثاني على التوالي، تستضيف ميونخ الألمانية مؤتمرها السنوي للأمن في نسخته الـ60، في اجتماعات تناقش ملفات مختلفة أبرزها الحرب على غزة والأزمة في أوكرانيا.
وفي كلمته بثاني أيام المؤتمر، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيره من أنه «إذا لم نوقف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، فإن أوكرانيا لن تكون وجهته الأخيرة، في إشارة إلى احتمال توسع الحرب لدول أوروبية أخرى.
وأضاف زيلينسكي: «نحتاج إلى دعم قدراتنا الدفاعية لردع بوتين»، معتبرا في الآن نفسه أن «الأوكرانيين قادرون على استعادة أراضيهم وإلحاق الخسارة ببوتين».
ومتطرقا إلى التطورات الأخيرة في الجبهة الشرقية للحرب، قال زيلينسكي: «اتخذنا قرارا بسحب القوات من مدينة أفدييفكا لإنقاذ حياة الأوكرانيين».
وبرر تعثر القوات الأوكرانية وفشلها في تحقيق النصر حتى الآن، بالإشارة إلى أن «رد فعلنا القتالي محدود بسبب عدم وجود أسلحة بعيدة المدى».
الخوف الأكبر
في رد ضمني على تصريحات سابقة لدونالد ترامب، عرض زيلينسكي على الرئيس الأمريكي السابق «مرافقته إلى الخطوط الأمامية لجبهة القتال».
ويختزل حديث الرئيس الأوكراني مخاوف كييف من تداعيات ما قاله ترامب من أنه لن يرغب في حماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أي هجوم مستقبلي من روسيا إذا تأخرت مساهماتها في الحلف.
ومع أن أوكرانيا ليست عضوا بالحلف، لكن يبدو أن الخوف الأكبر يقض مضاجع رئيسها زيلينسكي، خصوصا أن حلفاء ترامب الجمهوريين في الكونغرس هم من عرقلوا المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا.
كما أن المرشح الجمهوري كان أكد مرارا في السابق أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة، طبعا من دون أن يوضح الآليات.
وأعرب في أكثر من مرة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفا إياه بالذكي.
حشد الحلفاء
بعد حصوله في برلين وباريس على ضمانات أمنية لبلاده، عاد ر زيلينسكي السبت إلى ألمانيا لمخاطبة القادة الغربيين سعيا لتأمين تعبئة واسعة في وقت تواجه كييف صعوبات بوجه الهجوم الروسي.
ويأتي خطاب زيلينسكي بمؤتمر ميونخ في وقت حرج بالنسبة لكييف إذ اضطر الجيش الأوكراني، في وقت سابق اليوم، إلى الانسحاب من مدينة أفدييفكا في شرق البلاد، في أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني الصيف الماضي.
ويعقد زيلينسكي محادثات دبلوماسية طوال النهار مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثالث، ومن المقرر أن يلتقي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ويعقد اجتماعا جديدا على انفراد مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
وتواجه أوكرانيا تحديات كثيرة، مع تشديد القوات الروسية هجومها وتعثر المساعدة العسكرية الأمريكية وافتقار الجيش الأوكراني إلى العديد والأسلحة والذخائر.
وتترقب كييف منذ أشهر تصويت الكونغرس على مساعدة حاسمة بنحو 60 مليار دولار قررتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، غير أن المعارضة الجمهورية في مجلس النواب تعرقلها بدفع من الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.