خبيرة ألمانية تكشف لـ«العين الإخبارية» تحركات الإخوان وتحذر من التراخي
"تأثير متزايد" و"اتجاهات جديدة" في نشاط جماعة الإخوان في الأراضي الألمانية، يحاول عبره التنظيم الهروب من الضغوط وإدامة تحركاته.
هذا الاستنتاج كان خلاصة حديث الخبيرة الأهم في شؤون الإخوان في ألمانيا، سيغريد هيرمان مارشال، لـ"العين الإخبارية"، في ضوء التحركات المتزايدة في ألمانيا في ملف الإسلام السياسي.
وقالت مارشال: "أرى تأثيرًا كبيرًا للمنظمات القريبة من جماعة الإخوان، التي تنفي علاقتها بالجماعة بشكل رسمي، في ألمانيا".
وتابعت أنه "في السنوات الأخيرة، برزت بشكل خاص المنظمات الجامعة (المظلية) والجمعيات والمنظمات الصغيرة الجديدة التي ينضوي تحتها أنصار الإخوان"، في إشارة لاتجاه جديد للإخوان يهدف لتأسيس منظمات جديدة بدلا من تلك التي رصدتها السلطات وباتت علاقتها بالجماعة معروفة.
وأضافت أن "هذا ممكن لأن الأوساط السياسية شجعت مثل هذه التحركات، ولأن الأمور أصبحت أكثر تجريداً واختصارا في التقارير الخاصة بهيئة حماية الدستور" في تناول المنظمات المرتبطة بالإخوان.
وتتأسس المنظمات والجمعيات الجديدة المرتبطة بالإخوان تحت عناوين (غطاء) تتعلق بالاندماج أو الحوارات بين الأديان، أو الحوار بين الأطراف المختلفة داخل الدين الواحد، وهي مجالات تشجعها السياسة الألمانية سواء بالتمويل أو تسهيل التأسيس.
وفيما يتعلق بالجدل القائم حول تمويل حكومة برلين، مجلس أئمة في العاصمة الألمانية، يضم أعضاء مرتبطين بالإخوان، وقالت "هنا أيضًا، التمويه هو عنوان الجماعة مجددا"، في إشارة إلى ميل الإخوان للعمل خلف عناوين مثل الاندماج والحوار، كغطاء.
وتابعت: "لأن السياسيين يقبلون مثل هؤلاء الأعضاء (في مجلس الأئمة) وما زالوا يدعمونهم، فلا توجد ضغوط لوقف هذا الدعم"، مضيفة "يمكن للسياسيين بعد ذلك أن يتصرفوا وكأنهم لا يعرفون، عندما يثار الموضوع على صفحات الإعلام".
ومضت قائلة "لكن هذا ليس هو الحال في برلين فقط. أنا أعمل على الصعيد الوطني، وهذا هو الحال في العديد من الأماكن".
وكشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية، في تقرير لها، عن قيام الإدارة الثقافية في ولاية برلين، في فبراير/شباط 2023، بتحويل حوالي 80 ألف يورو إلى مشروع «الحوارات الإسلامية» (الحوارات بين المسلمين) التابع لجمعية في منطقة نيوكولن (مركز الاجتماعات في نيوكولن)، وهي المؤسسة المرتبطة بالإخوان التي أسست مجلس الأئمة.
وحول مدى إدراك الساسة في ألمانيا لخطر الإخوان، قالت سيغريد مارشال "كثير من الناس لا يستطيعون تقييم هذا الخطر، ومن ثم يميلون لتصديق ممثلي الإخوان. الآخرون ببساطة لا يهتمون. أما الموظفون لا يريدون أن يكونوا عنصريين".
وأضافت "الناس يغمضون أعينهم عن التطرف. فيما يعرف الإخوان أيضًا بالضبط ما يجب أن يقولوه وكيف يقولونه".
مارشال انتقلت للحديث عن تراجع تأثير الإخوان في المجلس المركزي للمسلمين، بعد طرد الأخير أهم جماعة إخوانية "الجالية المسلمة الألمانية" قبل عامين، وقالت "رسميًا نعم تراجع، وربما أيضًا تراجع تأثير الإخوان من الناحية العددية (عدد ممثلي الإخوان في المجلس)".
وتابعت "الجالية المسلمة الألمانية كانت ثاني أكبر منظمة في المجلس المركزي للمسلمين بعد منظمة إتيب التركية"، قبل أن تستطرد "بسبب العضويات الجديدة في المجلس المركزي للمسلمين، ولكن وقبل كل شيء، بسبب المنظمات الإخوانية القديمة المتبقية في المجلس، لا يزال تأثير الإخوان قويًا جدًا فيه".
وفيما يتعلق بالدعوات لإعادة مجلس خبراء الإسلام السياسي للعمل في وزارة الداخلية بعد أن أنهت الأخيرة عمله قبل عام ونصف، قالت مارشال "أنا لا أؤمن بذلك (بهذا الفريق والدعوات)، يجب أن يحدث المزيد. الساسة يفضلون عدم الاعتراف بمشكلة ليس لها حل، ما داموا قادرين على إنكار وجودها".
كما انتقدت اقتصار تحركات الاتحاد المسيحي المعارض ضد الإخوان على طلبات الإحاطة والضغوط البرلمانية، وقالت "لو أردت فعلا أن تفعل شيئا ضد الإخوان المسلمين، قم بتوسيع تناول الجماعة وأنشطتها في تقارير هيئة حماية الدستور، وإذا كان ذلك صعبًا من الناحية القانونية، قم بتغيير القوانين".
وأضافت "وبعد ذلك، يمكن إلغاء الوضع القانوني غير الربحي (للجمعيات المرتبطة بالإخوان)، ويمكن القيام بذلك في الولايات الفيدرالية التي يقود الاتحاد المسيحي حكوماتها. لكني ألاحظ العكس".
وحول تأثر المنظمات المرتبطة بحماس، بالحظر الذي أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، فرضه على حماس قبل أيام، قالت مارشال "ليس بعد. وحتى الآن، لم يلحق هذا أي ضرر تقريبًا بالتمثيل غير الرسمي لحماس في ألمانيا".
وأضافت "تستطيع أن ترى العناصر القيادية لحماس والأندية القريبة من الحركة في مساجد الإخوان المسلمين بألمانيا"، مضيفة "هناك عدد من الجمعيات التي يأتي ويذهب إليها أنصار حماس. في الأراضي الألمانية".
وقبل أيام، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز حظر أنشطة حماس والمنظمات المرتبطة بها في البلاد.
وفي خطاب أمام البرلمان قال شولتز إن "وزارة الداخلية الاتحادية ستحظر حماس من القيام بأي عمليات في ألمانيا على غرار "صامدون"، التي يحتفل أعضاؤها بأكثر الأعمال الإرهابية وحشية في الشوارع، ستُحظر في ألمانيا".
aXA6IDE4LjExOS4xMjEuMjM0IA== جزيرة ام اند امز