حظر أنشطة حماس ومنظمات تابعة لها في ألمانيا بعد "الطوفان"
في رسالة دعم قوية لإسرائيل عقب الهجوم الذي شنته حماس، السبت، على تل أبيب وخلف مئات القتلى، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز حظر أنشطة حماس والمنظمات المرتبطة بها في البلاد.
وفي خطاب أمام البرلمان قال شولتز إن "وزارة الداخلية الاتحادية ستحظر حماس من القيام بأي عمليات في ألمانيا على غرار "صامدون"، التي يحتفل أعضاؤها بأكثر الأعمال الإرهابية وحشية في الشوارع، ستُحظر في ألمانيا".
كما وجه اتهامات إلى إيران، قائلا: "رغم أننا لا نملك دليلا قاطعا على أن إيران دعمت هذا الهجوم الجبان من الناحية العملية، فمن الواضح لنا جميعا أنه بدون الدعم الإيراني ما كانت حماس لتتمكن أبدا من شن هذا الهجوم غير المسبوق".
وأضاف: "للأسف.. يمكننا توقع أن معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة ستزداد على الأرجح، لكن هذا أيضا من أخطاء حماس وبسبب هجومها على إسرائيل".
وأكد أن "ألمانيا ستحظر كل أعمال جمع التبرعات وغيرها من أنشطة الدعم لحماس، وستحظر شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتقول السلطات الألمانية إنها تروج لخطاب الكراهية وتدعو إلى تدمير إسرائيل".
وأضاف أنه "من المهم محاولة تجنب تصعيد العنف في المنطقة"، وحذر جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران "من المخاطرة بشن هجوم على إسرائيل".
وقال "أنا على اتصال وثيق مع الرئيس المصري (عبدالفتاح) السيسي، الذي لديه قنوات اتصال مع غزة. وسأتحدث مع الرئيس التركي أردوغان اليوم، وسأستقبل أمير قطر".
وأضاف "الثلاثة يمكنهم لعب دور مهم في تهدئة الوضع".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في تقارير هيئة حماية الدستور الألمانية، فإن هناك نحو 450 عنصرا نشطا لحركة حماس في الأراضي الألمانية، تدور أنشطتهم حول جمع التبرعات والبروباغندا والتجنيد.
ولا توجد منظمة تحمل اسم حماس في ألمانيا، لكن الحركة الفلسطينية تملك شبكة من الجمعيات والمنظمات التي تدور في فلكها وتنفذ أهدافها في الأراضي الألمانية.
وتحرك اليوم ليس الأول لألمانيا ضد حماس، إذ قررت حكومة أنغيلا ميركل السابقة حظر استخدام أو رفع علم حركة حماس في قطاع غزة في عام ٢٠٢١، بعد موجة من الصراع في غزة استمرت ١١ يوما في ذلك العام.
وقبل يومين، فتح الادعاء الألماني العام تحقيقا قانونيا ضد حركة حماس الفلسطينية، على خلفية اتهامات بالقتل والشروع في القتل وأخذ رهائن، بحق مواطنين ألمان.
وقتل نحو 1300 شخص وأصيب أكثر من 3 آلاف آخرين، فضلا عن أسر العشرات في عملية "طوفان الأقصى" التي تشنها حركة "حماس" على مستوطنات غلاف قطاع غزة منذ السبت الماضي.
وبين القتلى والأسرى مواطنون ألمان غير معروف عددهم بشكل حاسم حتى الآن.
لكن إسرائيل ردت بموجات من الغارات والقصف الكثيف، ما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين ومحو مربعات سكنية كاملة.
وفي هذا الإطار، يقول وزير العدل الألماني ماركو بوشمان "نحن نقف بحزم وقوة إلى جانب إسرائيل، لذلك لا نريد أن نشاهد ما يحدث ونحن مكتوفو الأيدي".
وأوضح "عندما تشن منظمة إرهابية مثل هذه الهجمات، أو يحتفل أناس في شوارعنا بهذه الأفعال المروعة، لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي".
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، لجأ أقارب الأسرى من حاملي الجنسية الألمانية إلى الحكومة الألمانية وطلبوا المساعدة، إذ لا يٌعرف بشكل قاطع ما إذا كان هؤلاء الأسرى على قيد الحياة من عدمه.
ومن بين القتلى المؤكدين من حاملي الجنسية الألمانية، كارولين بوهل (22 عاما)، وهي طالبة من برلين، قُتلت مع صديقها البريطاني داني في هجوم على كيبوتس "نير أوز" بالقرب من قطاع غزة.
ومن بين الأسرى الألمان المؤكدين أيضا شاني لوك (22 عاما)، التي نقلها مسلحو حماس على متن شاحنة إلى غزة.
وانتشر مقطع فيديو عبر الإنترنت يظهر لوك بلا حراك وشبه عارية على ظهر شاحنة متجهة لقطاع غزة. ولا يزال مصيرها غير معروف.
وتلقت عائلة لوك نبأ دخولها المستشفى في قطاع غزة. وقالت والدة الشابة لصحيفة بيلد: "لدينا الآن أدلة على أن شاني على قيد الحياة ولكنها تعاني من إصابة خطيرة في الرأس وفي حالة حرجة.. كل دقيقة حاسمة".
وقالت مصادر فلسطينية لأقاربها إن الشابة البالغ من العمر 22 عاما موجودة في مستشفى تابعة لحماس.
وكان أول دليل على وجود الشابة بين الأسرى في قطاع غزة، هو محاولة شخص ما استخدام الكارت الائتماني الخاص بها في مكينة سحب أموال أمام المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة، مساء الأحد الماضي.
وفي ذلك الوقت، تلقت والدة الشابة تحذيرا فوريا من البنك بمحاولة أحد الأشخاص استخدام الكارت الائتماني لنجلتها، فتأكد وجودها في قطاع غزة.
ووقت هجوم "طوفان الأقصى" كانت الشابة المنحدرة من بادن فورتمبيرغ الألمانية، تحتفل مع صديقها المكسيكي أوريون هيرنانديز وأصدقاء آخرين في مهرجان الموسيقى "سوبر نوفا" بالقرب من كيبوتس ريئيم.