لماذا يعطي منتخب ألمانيا أهمية خاصة لدوري الأمم الأوروبية؟
تحمل النسخة الحالية من دوري الأمم الأوروبية أهمية خاصة لمنتخب ألمانيا دون باقي منتخبات القارة الأخرى التي تعطي كأس العالم أولويتها القصوى، وذلك لحسابات خاصة.
وتمثل بطولة دوري الأمم الأوروبية لألمانيا، مثلما تمثل لبقية منتخبات القارة، فرصة ذهبية للتحضير لكأس العالم 2022 التي تقام في قطر نهاية العام الحالي، لكنها كذلك تحمل أهمية إضافية للماكينات، بقيادة المدير الفني الحالي هانز فليك.
استعادة هيبة منتخب ألمانيا
وعانى المنتخب الألماني من فقدان هيبته الكروية في السنوات الأخيرة في عهد مدربه السابق يواخيم لوف، وتحديداً في أعقاب فقدان لقب كأس العالم 2018 في روسيا بالخروج من الدور الأول في سابقة لم تتكرر في تاريخ الماكينات.
وخسرت ألمانيا في سنوات لوف الأخيرة 2-4 و0-3 من هولندا، وخسرت رسمياً لأول مرة ضد إنجلترا 0-2 في كأس أمم أوروبا 2020، في أول خسارة للمانشافت في بطولة كبرى من الإنجليز منذ 2000، بالإضافة للخسارة 0-6 من إسبانيا في النسخة الماضية من دوري الأمم الأوروبية.
وعانى منتخب الماكينات كذلك من خسائر متتالية في مواجهة فرنسا بطلة العالم في يورو 2016، ثم دوري الأمم الأوروبية في نسخته الأولى.
وعمل فليك على استعادة هيبة الألمان، وتمثل ذلك في خوض المنتخب 12 مباراة معه منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، فاز في أول 8 مباريات منها ثم تعادل 4 مرات بدأت ضد هولندا ودياً في مارس/ آذار الماضي ثم مع إيطاليا وإنجلترا والمجر في دوري أمم أوروبا، وكلها انتهت 1-1.
إسقاط الكبار
تستهدف ألمانيا حين تلتقي إيطاليا الثلاثاء كسر سلسلة التعادلات التي لا تتوقف والتي بلغت 4 مباريات، خاصة أنها فشلت مع فليك في إسقاط أي من منتخبات الصفوة الأوروبية.
وتعادلت ألمانيا مع هولندا وإيطاليا وإنجلترا، في إشارة على فشلها في مجابهة منتخبات التصنيف الأول، وهو ما عبر فليك نفسه عن قلقه منه بعد سلسلة 4 مباريات بلا فوز.
دوري الأمم الأوروبية.. عودة للتتويج
في الوقت الحالي ورغم تواجد مجموعة من أفضل لاعبي العالم في ألمانيا أمثال ليون جورتزكا وليروى ساني وجوشوا كيميتش ومانويل نوير وأنطونيو روديجير فإن كتيبة الألمان لم تعد بنفس بريقها السابق.
وسيكون من الصعب على ألمانيا المنافسة على كأس العالم 2022 نهاية العام الحالي في ظل وجود منتخبات أكثر جاهزية في الوقت الحالي، مثل إنجلترا رابع العالم ووصيف أوروبا، والبرازيل المدججة بالنجوم، والأرجنتين بطلة كوبا أمريكا، وإسبانيا وصيف دوري الأمم والمتأهلة لنصف نهائي اليورو مع المدرب لويس إنريكي.
وهناك كذلك فرنسا حامل لقب مونديال روسيا 2018 والتي لديها قاعدة لا تنفد من المواهب والنجوم على رأسها كيليان مبابي وكريم بنزيما.
ويمثل دوري الأمم الأوروبية فرصة مواتية لألمانيا للمنافسة على بطولة كبرى، بدون وجود اهتمام من منتخبات أوروبا الأخرى بالبطولة، في ظل خروج منتخب فرنسا حامل اللقب والخروج المنتظر لبلجيكا أو هولندا، والبرتغال أو إسبانيا.
وحال تأهل ألمانيا لنصف النهائي بتجاوز إيطاليا وإنجلترا، فإنها ستكون مرشحة فوق العادة لإحراز اللقب حيث إنه لن يكون متواجداً لمنافستها على اللقب وقتها إلا بلجيكا أو هولندا من جانب، وإسبانيا والبرتغال من جانب آخر، ومنتخب أقل من مجموعة الدنمارك وكرواتيا التي شهدت إقصاء فرنسا.
استعادة الثقة وبناء فريق
تحقيق ألمانيا لنتائج جيدة في دوري الأمم الأوروبية سواء المباريات الحالية أو آخر مباراتين بالمجموعات قبل كأس العالم، أو بالتتويج اللاحق باللقب، سيكون عنصرا مهما في بناء جيل جديد للماكينات.
على الصعيد النظري، تمتلك ألمانيا مواهب شابة عديدة أبرزها كيميتش وجورتزكا وديفيد راوم ونيكلاس سولي وكاي هافيرتز ويوليان براندت ولوكاس كولسترمان وجمال موسيالا وسيرجي جنابري وساني وكريم أديمي.
بالإضافة إلى ذلك فالبطولة الأوروبية ستمثل الجسر الذي سيبني الثقة بين فليك والجماهير الألمانية، وسيخلق إيماناً بقدرة المدرب على تكرار نجاحاته في بايرن ميونخ، بالإضافة إلى ذلك سيكون للبطولة دور في تاريخ الجيل الحالي للألمان لإظهار مدى قدرته على صناعة المجد مثل من سبقوه.