دوري الأمم الأوروبية.. كيف ضربت كأس العالم النسخة الثالثة في مقتل؟
تقام حاليا مباريات النسخة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية 2022-2023، والتي تأتي في وقت استثنائي وخاص للغاية، في عام إقامة كأس العالم 2022.
انطلق دوري الأمم الأوروبية للمرة الأولى في موسم 2018-2019، في سبتمبر/أيلول، وقتها كانت المنتخبات الأوروبية قد حصلت على راحة بعد كأس العالم وصلت إلى 3 أشهر من المشاركة الدولية، فيما كان موسم الأندية قد انطلق قبل شهر.
وتكرر نفس الأمر في النسخة الثانية في 2020-2021، حيث كانت المنتخبات متعطشة للمشاركة الدولية بعد تأجيل كأس أمم أوروبا 2020 بسبب فيروس كورونا، لكن الوضع تغير في النسخة الثالثة 2022-2023.
هذه النسخة تحمل عددا من العوامل التي تجبر المنتخبات على التعامل معها بعدم جدية، وهو ما تعكسه تصريحات بعض اللاعبين والمدربين بشأن قلة أهمية البطولة.
لويس فان جال، مدرب هولندا، تحدث عن دوري الأمم الأوروبية قائلاً: "الأمر صعب.. أن يتناغم الفريق في فترة وجيزة ويلعب 4 مباريات ضد بلجيكا وبولندا وويلز (مرتين)".
وأضاف: "لقد سمعت ما قاله كيفن دي بروين (نجم بلجيكا)، إنه جنون بالفعل أن يتم منح فترة راحة قصيرة للاعبين بعد موسم طويل.. فعليهم لعب كم كبير من المباريات في فترة وجيزة وذلك بسبب فيروس كورونا والتأجيلات التي ترتبت عليه".
وكان كيفن دي بروين، نجم منتخب بلجيكا، أكد قبل تصريحات فان جال أن دوري أمم أوروبا "بطولة غير مهمة، علينا أن نلعب تلك المباريات وكأنها وديات، فقط وديات عظيمة بعد موسم طويل وصعب، أنا لا أتطلع إليها".
الموعد وكم المباريات
انتهى الموسم الكروي الطويل في أوروبا يوم 28 مايو/ أيار 2022، وبعد أقل من أسبوع كانت مباريات دوري الأمم الأوروبية تنطلق، دون منح أدنى قدر من الراحة للاعبين.
بالإضافة إلى ذلك فإن كل منتخب من المنتخبات الأوروبية مطالب بخوض 4 مباريات دفعة واحدة، وهناك بالطبع مباريات صعبة للغاية، فألمانيا ستلعب مرتين ضد إيطاليا ومرة ضد إنجلترا وهو نفس وضع الطليان، فيما سيلعب الإنجليز ضد الطليان والألمان ومرتين مع المجر.
منتخب مثل هولندا لعب ضد جاره اللدود بلجيكا ونفس الأمر حدث بين البرتغال وإسبانيا وهي مباريات ينتظر أن تحمل أهمية كبيرة، لكن هذا لم يحدث على أرض الواقع، بل جلس نجم بقيمة كريستيانو رونالدو بديلا ضد الماتادور.
وتكرر الأمر مع كريم بنزيما وكيليان مبابي في مواجهة فرنسا وكرواتيا - تكرار نهائي كأس العالم 2018 - والتي انتهت بالتعادل السلبي.
طغى الطابع الودي على الأداء في مباريات كبرى افتراضياً في دوري الأمم الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا (1-1) وإسبانيا والبرتغال (1-1) وفرنسا وكرواتيا (0-0) وكأن المنتخبات لا تريد أن تخسر أو تكسب.
منتخب مثل إنجلترا تعرض لخسارة لم يتعرض إليها ضد المجر منذ 60 عاماً، رغم حفاظ كتيبة المدرب جاريث ساوثجيت طوال الأشهر الماضية على ثبات المستوى والنتائج.
كأس العالم 2022
العنصر الذي لا يمكن إنكاره في التأثير السلبي على تلك النسخة من دوري الأمم الأوروبية هو إقامة كأس العالم 2022 نهاية العام الحالي في قطر.
المنتخبات الأوروبية لن تضع أهمية لبطولة دوري الأمم الأوروبية إلا على اعتبارها بطولة تحضيرية للمونديال، بكل ما تحمله كلمة تحضيرية من معنى، فلا مجال للتضحية بلاعب أو المخاطرة به قبل كأس العالم البطولة الأهم.
وحتى على صعيد الحسابات بين الاتحادات الوطنية والمدربين فإن المحاسبة ستكون على المونديال أكثر من دوري الأمم الأوروبية، ونفس الأمر فيما يخص الاهتمام الجماهيري بالبطولة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن منتخبات أوروبا كانت ستفضل مواجهة منتخبات من قارات العالم المختلفة تحضيراً لمنافسيها في كأس العالم 2022، بدلاً من مواجهة أبناء قارتها.
هانز فليك، مدرب منتخب ألمانيا، أكد أن مواجهات دوري الأمم الأوروبية ضد الطليان والإنجليز لهي بمثابة فرصة لمعرفة إلى أي مدى وصلت المانشافت في الفترة الماضية.
ونفس الفكرة خرجت من لسان بلباو سارابيا، مهاجم إسبانيا، قبل لقاء البرتغال: "نريد الفوز بتلك المباريات الأربع - مباريات دوري الأمم الأوروبية - كتحضير مهم قبل كأس العالم 2022".