غزة والسودان وتوترات الملاحة.. الخارجية الألمانية تكشف لـ«العين الإخبارية» رؤية برلين للحل
شكَّل مؤتمر ميونخ أهم ساحة تحرك للخارجية الألمانية في الآونة الأخيرة، حيث نشطت في حضور لفيف من المسؤولين، في مناقشة القضايا العالمية.
وبعد أيام قليلة من ختام أعمال المؤتمر الذي شهد حضورا واسعا من القادة والمسؤولين العالميين، كشف دينيس كوميتات، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، جانب من المناقشات التي جرت فيه، ومواقف برلين في قضايا الشرق الأوسط من غزة إلى السودان مرورا بالبحر الأحمر واليمن ورؤيتها للحل.
وقال دينيس كوميتات، في مقابلة مع "العين الإخبارية": "لقد كان مؤتمر ميونخ الأمني أحد أهم المنتديات في مجال الدبلوماسية الدولية والسياسية الأمنية منذ ستين عامًا".
وتابع: "وبالإضافة إلى الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا والدعم الغربي الكبير المستمر لأوكرانيا، كان الوضع في غزة محور المحادثات الرسمية وغير الرسمية في ميونخ".
ووفق كوميتات:
- من وجهة نظرنا فإن "الحرب الحالية اندلعت بسبب هجوم حماس، والذي يحقُّ لإسرائيل الدفاع عن نفسها ضده في إطار القانون الدولي
- يظل من المهم، فضلًا عن الدعم الإنساني للفلسطينيين، توحيد وجهات النظر المتعددة والمختلفة بشأن الصراع، من أجل خلق أُفُق سياسي في المنطقة
- الأفق السياسي يمكّن إسرائيل والفلسطينيين من تحقيق الأمن والازدهار والسلام معًا"، مضيفا "بالنسبة لنا، باختصار، هذا هو حل الدولتين
توترات الملاحة
وفيما يتعلق بالتصعيد في البحر الأحمر، قال دينيس كوميتات مدير المركز الألماني للإعلام:
- هناك نقطتان مهمتان بالنسبة لنا هنا. كمجتمع دولي، أولويتنا هي سلامة الشحن المدني في البحر الأحمر وخليج عدن
- نعلم جميعًا أن هذه نقطة محورية في الاقتصاد العالمي، ولهذا السبب فإن الهجمات على السفن لها عواقب اقتصادية عالمية.
- ولهذا قرر الاتحاد الأوروبي يوم (19 فبراير/ شباط) إطلاق مهمة أسبيدس رسميًا.
- ستشارك ألمانيا أيضًا في هذه المهمة بفرقاطة، بعد صدور التفويض النهائي من البوندستاغ (البرلمان) الألماني، والذي ينبغي أن يتم الآن قريبًا.. يتعلق الأمر بحماية التجارة المدنية
وعن رؤيته لحل الأزمة اليمنية، قال كوميتات:
- استمرت الحرب في اليمن لفترة طويلة للغاية، وينبغي الآن تنفيذ حل سلمي دائم تقبله جميع الأطراف؛ نحن ندعم هنا المبادرة السعودية - وقبل كل شيء، بالطبع، أنشطة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ".
ومنذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تنفذ مليشيات الحوثي هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها.
وتزعم المليشيات أن هجماتها تأتي دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
أزمة السودان
ومن اليمن إلى السودان، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية:
- من الأمور المركزية في مؤتمر ميونخ الأمني هو التبادل الشخصي المباشر بين صناع القرار من جميع أنحاء العالم. وبطبيعة الحال، فإن السودان (كان) أيضًا على جدول الأعمال
- وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قامت مؤخرًا برحلة إلى الدول المجاورة للسودان، للتعرف هناك على آثار الأزمة في السودان، وللمساعدة في خلق وجهات نظر سياسية قابلة للتحقيق للسودان".
ومضى شارحا موقف ألمانيا:
- الأمر واضح لنا: يجب على الجنرالين (عبدالفتاح) البرهان و(محمد حمدان دقلو) حميدتي إسكات أسلحتهما نهائيًا
- العودة إلى طاولة المفاوضات مهمة حتى لا يجُرَّا شعب السودان إلى الهاوية، ويزيدا من زعزعة استقرار المنطقة
الأكثر من ذلك، قال دينيس كوميتات:
- "يجب التحقيق قضائياً في التقارير التي تتحدث عن انتهاكات وفظائع كبيرة لحقوق الإنسان، وخاصة ضد النساء والأطفال".
- ومن أجل زيادة الضغط السياسي، قمنا في الاتحاد الأوروبي بأولى عمليات الإدراج على القوائم في إطار نظام العقوبات
- لن يجد السودان سلاماً طويل الأمد إلا مع حكومة مدنية وشرعية ديمقراطية
- وبطبيعة الحال، ينصب التركيز الرئيسي الآن على الاحتياجات الإنسانية لضحايا الحرب - حيث تقدم ألمانيا مساهمة كبيرة في هذا الصدد - ولكن هناك أيضًا حاجة ملحة لوجهات نظر سياسية على المدى الطويل
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد على ستة ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.