روسيا تهدد صناعة الأسلحة الألمانية
تواجه ألمانيا محاولات روسية للسيطرة على شركات سلاح وبراءات اختراع في صناعة السلاح الألمانية، وفق تقرير محلي.
ولم تعد روسيا منخرطة في حرب إلكترونية فقط مع ألمانيا والغرب، بل تستهدف بشكل متزايد براءات الاختراع وتكنولوجيا السلاح الألمانية، بل شركات سلاح بأكملها، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
الصحيفة ذكرت أن "روسيا تهدف بهذه المحاولات لتحديث صناعة الأسلحة الروسية المتعثرة والمتراجعة جزئيا فيما يتعلق بالتكنولوجيا".
ونقلت عن مصادر استخباراتية ومحققين أن "المخابرات الروسية تنشط بشكل متزايد في ألمانيا، مستهدفة صناعة السلاح".
وقال رئيس سابق للمخابرات الألمانية في تصريحات لبيلد، فضل عدم ذكر اسمه، إن "روسيا لا يمكنها تحقيق الكثير في صناعة السلاح المستقبلية بدون التكنولوجيا الغربية"، فيما قال آخر "روسيا لا تعترف بالحدود منذ فترة طويلة".
ووفق ما نقلته الصحيفة عن المصادر، فإن روسيا تركز حاليا على أنظمة الأسلحة الكبيرة وتكنولوجيا الصواريخ من العادية وحتى تلك النووية.
الصحيفة أوضحت أن "أبحاث الصواريخ الروسية فقدت الكثير من بريقها، وكثير مما تبيعه موسكو من أسلحة هذه الأيام قديم ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة، ولم يعد اختراق في صناعة الأسلحة".
وأحدث مثال على محاولات روسيا السيطرة على التكنولوجيا الألمانية، هو إدانة غرفة أمن الدولة المسؤولة عن التجسس في ألمانيا، في بداية الشهر الجاري، رجلي أعمال منحدرين من دول سوفيتية سابقة، بالسجن بين عامين وثلاثة أعوام، لأنهما زودا موسكو بأدوات وآليات لإنتاج وقود الصواريخ، بحسب الصحيفة.
ومنذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، لا تسمح ألمانيا بتصدير أي بضائع تصلح للاستخدام المزدوج، مدنيا وعسكريا، إلى روسيا.
لكن رجلي الأعمال المتهمين هربا مواد تستخدم لإنتاج وقود الصواريخ بقية 8 ملايين يورو لموسكو بين عامي 2015 و2018.
ووفق محققين، فإن رجلي الأعمال خضعا للتجنيد من قبل ضابط بالاستخبارات الروسية، ونفذا ما طلبته موسكو طوال 3 أعوام.
وذكرت صحيفة بيلد أن هذه القضية مثال واضح على نشاط السلطات الروسية في الأراضي الألمانية لاقتناء تكنولوجيا ومواد مزدوجة الاستخدام.
وتابعت: "عرضت الاستخبارات تسجيلات خلال المحاكمة تظهر النشاط المتزايد للعملاء الروس على الأراضي الألمانية، وخاصة في استهداف صناعة الأسلحة".
وفي يناير 2020، أدين رجل الأعمال، فلاديمير ديكانوف البالغ من العمر 71 عاما من قبل محكمة في ألمانيا، لتهريبه 4.5 كليوجرام من مادة ديكابوران الكيماوية شديدة الخطورة التي تستخدم في وقود الصواريخ في أمتعة بطائرات ركاب عادية متجهة لموسكو، كما هرب الرجل نفسه أجزاء تستخدم في صناعة الصواريخ.
ونقلت بيلد عن محققين أن "روسيا تستهدف رجل الأعمال الروس والألمان من أصل روسي النشطين في ألمانيا، لاستغلال اتصالاتهم التجارية لشراء سلع ممنوع تصديرها لموسكو".
الأكثر من ذلك أن روسيا تفتح أفاقا جديدة بشكل متزايد عن طريق شراء شركات بأكملها عبر مجموعة من الأثرياء الروس المقربين من الكرملين.
ونقلت بيلد عن عنصر استخباراتي ألماني رفيع المستوى قوله "روسيا تستهدف شراء الشركات ذات الخبرة الكبيرة في صناعة أسلحة استراتيجية".
ويقترب اثنان من أكثر رجال الأعمال الروس قربا للكرملين من شراء شركة "راينفيلدن" الألمانية التي تعد ثاني أكبر شركة في مبيعات الألومنيوم في العالم، وتملك 70 براءة اختراع، وتتخصص في سبائك الألومنيوم المخصصة لصناعة السيارات والأسلحة.
وشراء هذه الشركة معلق فقط على موافقة وزارة الاقتصاد الألمانية، صاحبة الموافقة الأخيرة بعد موافقة ملاك الشركة الألمانية على العرض الروسي.
وإذا وافقت الوزارة على الصفقة فسيكون من الممكن أن تنتج روسيا دبابات أسرع وأكثر مرونة بمكونات ألمانية، ومقاتلات مرنة وتطير لمدى أكبر بفضل التكنولوجيا الألمانية، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
لكن هذه الصفقة تثير كثير من القلق في أروقة الاستخبارات الألمانية والأمريكية على حد سواء، وفق ما ذكرته مصادر استخباراتية لبيلد.
وينبع هذا الخوف من أن الشركة تتخصص في صناعة دقيقة للغاية، هي مكونات الألومنيوم خفيفة الوزن والصلبة كالفولاذ التي تستخدم في صنع الأسلحة، وخاصة الصواريخ، وهي التكنولوجيا التي تحتاجها روسيا بشكل عاجل.
وقالت بيلد مستنكرة الصفقة: "إذا وافقت الوزارة على بيع الشركة، فإن روسيا ستخفض نشاط الاستخبارات لأن ألمانيا سهلت المهمة وباعت براءات الاختراع العسكرية بنفسها".
ولم تعلق روسيا على هذا التقرير على الفور.
وقبل يومين، كشفت تقارير ألمانية محاولة الاستخبارات العسكرية الروسية قرصنة حسابات إلكترونية لـ300 سياسي وناشط ألماني، بينهم 30 نائبا.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg
جزيرة ام اند امز