وزيرة ألمانية إلى تايوان لأول مرة من 26 عامًا.. الأسباب وسر التوقيت
في رحلة سلطت الضوء على الانقسامات في برلين بشأن علاقتها مع الصين وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية بين بكين والغرب، تصل إلى تايوان الإثنين المقبل، أول عضو بالحكومة الألمانية بعد ثلاثة عقود تقريبا.
وتتوجه وزيرة التعليم الألمانية، بيتينا شتارك واتزينغر، إلى تايوان يوم الإثنين المقبل، بحسب وزارة التعليم الاتحادية الألمانية التي قالت يوم الجمعة، إن الوزيرة (الحزب الديمقراطي الحر) ستزور الجزيرة الديمقراطية لمدة يومين وتلتقي ممثلين حكوميين في مجال البحوث والتعليم والعلوم والأعمال في العاصمة التايوانية تايبيه.
ووفقا للوزارة كان وزير الاقتصاد الاتحادي جونتر ركسروت آخر وزير ألماني يزور تايوان في عام 1997، فيما تعد الزيارة التي تأتي على خلفية التوتر بين الصين وتايوان، رمزية إلى حد كبير.
تأتي الرحلة التي تستغرق يومين في الوقت الذي تستعد فيه وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك لزيارة بكين في أبريل/نيسان أو مايو/أيار المقبل، وفقًا لما ذكره شخصان مطلعان على الوضع.
أهداف الزيارة
وقال متحدث باسم وزارة التعليم في ألمانيا، إن الزيارة ستركز على أبحاث أشباه الموصلات، "من أجل تسريع التوسع في النظام البيئي للرقائق الدقيقة في ألمانيا وأوروبا"، مشيرًا إلى أن ستارك واتزينغر ستناقش أيضًا التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر والبحث في البطاريات.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز"، إن رحلة ستارك واتزنغر المرتقبة إلى تايوان، كشفت عن خلاف داخل الحكومة الألمانية حول السياسة المتبعة باتجاه الصين، مشيرة إلى أن الاحتكاكات بين أحزاب الائتلاف أعاقت عملية صنع القرار بشأن مجموعة من القضايا.
وتتمتع ألمانيا بواحدة من أقرب العلاقات الاقتصادية لأوروبا مع الصين، مما يجعل من الطريقة التي توازن بها علاقاتها مع بكين والمشاركة مع تايبيه سيتردد صداها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسيون ألمان إن زيارة بربوك المزمعة لبكين كانت جزءًا من جهد لوضع العلاقات الثنائية على مسار أكثر استقرارًا للسماح للبلدين بالتركيز على القضايا الرئيسية، ومعظمها اقتصادية، ذات الاهتمام المشترك.
وقال دبلوماسي ألماني: من ناحية، نرسلها إلى بكين، وندفع باتجاه جولة جديدة من المشاورات الحكومية الثنائية التي لم تحدث منذ عام 2021 بسبب كوفيد، ومن ناحية أخرى، يسافر وزير إلى تايوان أولاً - أي نوع من الرسالة التي نرسلها إليهم؟
وفيما شهدت تايبيه زيارات مكثفة لعدد الوفود الأجنبية خلال الأشهر الستة الماضية، تجنبت ألمانيا بشكل أكثر صرامة الاتصال السياسي مع تايوان، خاصة وأن اقتصادها يعتمد بشكل متزايد على الصين.
إشارة سياسية
وقال فرانك شيفلر، النائب البرلماني ونائب رئيس مجموعة الصداقة الثنائية بالبرلمان الألماني مع تايوان "إنها بالطبع إشارة سياسية قوية أنه بعد 26 عامًا يزور وزير في الحكومة الألمانية تايوان مرة أخرى"، مضيفًا: "الحزب الديمقراطي الحر لديه تقليد طويل فيما يتعلق بدعم تايوان، وهناك الكثير من التعاطف مع تايوان لأنها ديمقراطية."
لكن شيفلر أضاف أن برلين بحاجة إلى توخي الحذر بشأن إرسال إشارات إلى بكين. ووفقًا لأشخاص مطلعين على الاستعدادات لزيارة ستارك واتزينغر، فإن برلين تراجعت عن اقتراح تايبيه بأن تلتقي بجوزيف وو، وزير خارجية تايوان، الذي يستقبل معظم المسؤولين الحكوميين الأجانب الزائرين.
وقال دبلوماسي ألماني: "لن يتم تسييس هذه الزيارة. ستركز جميع اجتماعاتها بشكل صارم على مستوى وطبيعة حوار الوزراء المتخصصين".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن برلين حافظت على علاقات وثيقة مع تايوان "دون عتبة الاعتراف الدولي"، في مجالات مثل الاقتصاد والثقافة والتعليم والعلوم والبحث، مشيرًا إلى أن "تايوان دولة ديمقراطية وشريك مهم لألمانيا من حيث التجارة والاستثمار".
وقال مدير معهد السياسة العامة العالمية، وهو مؤسسة فكرية في برلين، ثورستن بينر، إن زيارة ستارك واتزنغر لا ينبغي أن تعطل بشدة علاقات ألمانيا مع الصين.
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز