"الدبابات" تدق أبواب شولتز.. هل يلقي النرد بملعب أوكرانيا؟
لا يزال النقاش الدائر حول تسليم دبابات إلى أوكرانيا يشغل بال الحكومة في ألمانيا، في ظل القتال المتصاعد بالبلد الواقع في شرق أوروبا.
وفي أحدث تعليق، اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، اليوم الخميس، أن اتخاذ قرارات بهذا الشأن في القريب العاجل يعد أمرا "مصيريا".
وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الأخضر للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زد دي إف"، مساء أمس الأربعاء: "الأمر المهم في هذه الأيام، وهذه الأسابيع، هو أن نوحد قوانا ولا ننظر إلى موطن الخلافات بين وزير الخارجية والمستشار الاتحادي" أولاف شولتز.
ودعت بربوك الأسبوع الماضي إلى اتخاذ قرارات سريعة عندما يتعلق الأمر بتسليم دبابات القتال.
واتخذ المستشار الألماني أولاف شولتز، المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، موقفا أكثر حذرا. وقال مرارا وتكرارا إن ألمانيا لن "تتحرك بمفردها" عندما يتعلق الأمر بإرسال دبابات هجومية ألمانية الصنع مباشرة إلى كييف.
وقالت بربوك في المقابلة التلفزيونية، الخميس، إن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للحرب الأوكرانية. واعتبرت أن إحراز تقدم فيما يتعلق بالدبابات أمر "مصيري".
ضغط بالبرلمان
ولا يقف الأمر عند ضغط بيربوك على المستشار الاتحادي لدفع عملية تسليم دبابات لأوكرانيا، إذ يخطط تكتل المعارضة الرئيسي لخطوة مماثلة في البرلمان.
وقدم الاتحاد المسيحي، اليوم الخميس، اقتراحا في البرلمان، لتوسيع مساعدات الأسلحة إلى أوكرانيا، لتشمل الدبابات القتالية الحديثة.
وقال توماس إرندل، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني، في تغريدة على "تويتر"، "ندعو الحكومة اليوم في البوندستاج إلى تسليم دبابات القتال وناقلات الجند المدرعة إلى أوكرانيا".
وتابع إرندل المنحدر من الاتحاد المسيحي، في تغريدته التي تابعتها "العين الإخبارية"، "لا يكفي أن يطالب سياسيو التحالف الحاكم بإرسال الدبابات في وسائل الإعلام. نريدها أن تصل إلى أوكرانيا".
وفي المشروع المقترح، يدعو الاتحاد المسيحي، الحكومة الفيدرالية إلى "الموافقة على الفور على تصدير الدبابات القتالية وناقلات الجند المدرعة من المخزونات الألمانية إلى أوكرانيا"، وفق ما نقلته مجلة "دير شبيجل".
ولسد الفجوة في مخزونات الجيش الألماني، يطالب مقترح الاتحاد المسيحي بـ"إعادة شراء بدائل الأسلحة والذخائر والمعدات وقطع الغيار التي تم تسليمها لأوكرانيا، على الفور".
بالإضافة إلى ذلك، يدعو الاتحاد المسيحي، الحكومة الفيدرالية إلى ضمان "التدريب الفوري للجنود الأوكرانيين على هذه المعدات الثقيلة الحديثة"، لأن التسليح الأوكراني مقتصر منذ سنوات على الأنظمة السوفياتية القديمة.
ويقول المشروع أيضا، "بصفتها الدولة الأقوى اقتصاديًا، يتعين على ألمانيا الآن تحمل مسؤولية القيادة وتسليم أنظمة الأسلحة الثقيلة - بما في ذلك من مخزونات القوات المسلحة الألمانية - إلى أوكرانيا وإجراء التدريب اللازم".
ردا على بوتين!
ووفق مراقبين، فإن ما يصعب الأمور على شولتز الذي لا يزال مترددا في تسليم دبابات حديثة لأوكرانيا بشكل منفرد، أن الضغوط تتراكم عليه عشية إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التعبئة الجزئية في الجيش، وهو ما فهمه البعض على أنه "رسالة تصعيد".
وتعليقا على الوضعية الراهنة، قال المحلل السياسي الألماني، رالف فيوكس، في تغريدة على "تويتر" تابعتها "العين الإخبارية"، "سيكون الرد الأكثر فاعلية هو زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك الدبابات اللازمة للهجوم المضاد الأوكراني".
وعن تسليم ألمانيا على وجه التحديد، دبابات قتالية إلى أوكرانيا، قال هنريش براوس الخبير بالمجلس الألماني للشؤون الخارجية، على "تويتر"، "يجب على برلين أن تأخذ زمام المبادرة، وتقدم ما تحتاجه أوكرانيا بالفعل في الوقت الحالي: الدبابات القتالية وناقلات الجند المدرعة".
ووفق المراقبين، فإن الدبابات الحديثة تعد أحد أهم الأسلحة المطلوبة في الجيش الأوكراني حاليا، في محاولة لسد الفجوة مع موسكو في أنظمة الدبابات، ودفع الهجوم المضاد الذي تشنه كييف منذ أسابيع إلى الأمام.
وحتى الآن، تكتفي الحكومة الألمانية بدعم كييف، بأنظمة دبابات سوفياتية الصنع، وهي أنظمة قديمة، لكن الجنود الأوكرانيين يستطيعون استخدامها، عن طريق دول ثالثة فيما يعرف بالتسليم الدائري أو تبادل الأسلحة.
ووفق هذه الاستراتيجية، ترسل الدول الثالثة التي تملك الأنظمة السوفياتية، هذه الأسلحة إلى أوكرانيا، مقابل حصولها على دبابات "ليوبارد 2" الألمانية الحديثة.
ويخشى المستشار الألماني أن يكسر هذه الدائرة منفردا ويسلم دبابات "ليوبارد 2" مباشرة لأوكرانيا، حتى لا يتسبب منفردا في تصعيد التوتر مع روسيا.
aXA6IDMuMTQyLjE5OC41MSA= جزيرة ام اند امز