أوكرانيا تسيطر والأمن والمناخ على الطاولة.. اليوم الثالث للأمم المتحدة
تبدأ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يومها الثالث، الخميس، على وقع يومين من سيطرة حرب روسيا وأوكرانيا على قدر كبير من الكلمات.
وما بين الإدانات الشديدة لموسكو وتأكيد الدعم لكييف، لم ينس الزعماء المتحدثون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 أبرز القضايا التي تشغل العالم وعلى رأسها المناخ والأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب وأزمة الطاقة، إلى جانب الملفات البارزة الأخرى كالقضية الفلسطينية والأزمة اليمنية.
اليوم الثالث.. أبرز الموضوعات والمتحدثين
ويبدو أن اليوم ستسيطر عليه نقاشات مختلفة، على وقع مشاركة دول مختلفة غالبيتها أفريقية بكلماتها، والتي تمر أغلبها بأزمات اقتصادية أو مشكلات أمنية بالإضافة إلى الإرهاب المتفاقم.
كما يشارك يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، والذي من المتوقع أن يعلن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن دعمه لحل الدولتين، وفق إعلام إسرائيلي.
وفي حال أعلن لابيد عن ذلك في خطابه، فإنها ستكون المرة الأولى التي يعلن فيها عن دعمه حل الدولتين، فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن لابيد سيوضح أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن تتضمن ترتيبات أمنية لإسرائيل، لكنه لن يقترب من المطلب الفلسطيني بأن يكون حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وفق المصدر ذاته.
ولن يفوت لابيد الجزء الأهم من خطابه الأول أمام الأمم المتحدة، الذي سيخصصه لإيران، لتأكيد رفض حكومته لاتفاق نووي مع إيران لا يتضمن وضع التهديد العسكري على الطاولة، كما سيؤكد أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي أبدا.
الأزمة اليمنية
ويشارك اليوم، كذلك رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي يحمل على عاتقه مطالب للأمم المتحدة بالتصدي لمليشيات الحوثي الإرهابية التي أحالت بلاده خرابا ودمرت الحجر والبشر.
ويسعى العليمي إلى تحميل العالم تبعات التراخي إزاء ممارسات وانتهاكات المليشيات الحوثية، وتوجيه رسالة تحذيرية من تداعيات الانتهاكات الحوثية على فرص السلام، وأمن المنطقة والعالم.
وكان العليمي قاطع جلسة المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، أثناء إلقاء الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كلمة بلاده.
وحسب وكالة "سبأ" فإن "المقاطعة من جانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي لجلسة المناقشة العامة، جاءت احتجاجاً على التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، واستمرار دعم مليشيات الحوثي الإرهابية بالمال والسلاح، لإطالة أمد الحرب ومفاقمة الكارثة الإنسانية في البلاد".
قادة أفارقة
ومن أبرز الدول الأفريقية المشاركة، رئيس النيجر محمد بازوم، ورئيس بوتسوانا موكجويتسي إريك كيبيتسوي ماسيسي، ورئيس غامبيا أداما بارو، ورئيس زيمبابوي إيمرسون دامبودزو منانجاجوا، ورئيس غينيا بيساو أومارو سيسوكو إمبالو، وغزالي العثماني رئيس اتحاد جزر القمر، وجورج مانه وياه رئيس ليبيريا.
كما سيشارك الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وإيفاريست ندايشيميي رئيس جمهورية بوروندي، والفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، وحسين عبد الباقي أكول أجاني، نائب رئيس جمهورية جنوب السودان.
كما يشارك الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس وزراء دولة الكويت بكلمة بلاده، كما تشارك عدة دول أخرى بكلمات بينها بنما، والبرتغال، وأرمينيا، وأيرلندا، ومالطا، وإسبانيا، وجامايكا، والنمسا، والمكسيك، وجورجيا، والنرويج.
اليوم الثاني.. أوكرانيا "وجبة رئيسية"
وكان اليوم الثاني لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قد سيطرت عليه الحرب الروسية الأوكرانية كموضوع رئيسي، وانتهي بكلمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي تعهد بألا تسمح بلاده لروسيا بالانتصار عليها، مطالبا في الوقت نفسه بعقاب موسكو نتيجة حربها على كييف.
وأشار زيلينسكي إلى أن كييف لم تتسبب في الحرب مع موسكو، مضيفا: "أوكرانيا وأوروبا والعالم يريدون السلام ونعلم الطرف الوحيد الذي يريد الحرب"، لافتا إلى أن "روسيا تخشى المفاوضات مع بلاده ولا ترغب في تنفيذ التزاماتها الدولية".
كما طالب الرئيس الأوكراني الدول الغربية بإمداد بلاده بأسلحة بعيدة المدى لحسم الحرب مع روسيا واستعادة المناطق التي سيطرت عليها روسيا.
روسيا والمناخ والغذاء
ولم تذهب كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بعيدا عن ذلك، إذ شن بدوره هجوما لاذعا على روسيا، واتهمها بـ"خرق قواعد ومواثيق الأمم المتحدة بهجومها على أوكرانيا"، مؤكدا أنه "لا أحد غير روسيا سعى إلى النزاع في أوكرانيا".
لكن بايدن لم يهمل القضايا الرئيسية الأخرى وتطرق إلى دعمه لـ"زيادة عدد الدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن"، مؤكدا أنه "يعمل مع مجموعة الدول السبع لتحسين الديمقراطية لكل الشعوب".
وتناول بايدن كذلك أزمة المناخ، مؤكدا أن "العالم أصم أذنيه طويلا عن مشكلة التغير المناخي"، وأن واشنطن "ستعمل مع أي دولة بما فيها أعداؤنا لمجابهة التغير المناخي".
وأعلن الرئيس الأمريكي، عن تخصيص 2.9 مليار دولار ضمن خطة عمل للتخلص من انعدام الأمن الغذائي في العالم، لافتا إلى أن 93 مليون شخص حول العالم يعانون أزمة غذائية طاحنة.
وبشأن مكافحة الإرهاب، قال الرئيس الأمريكي، إن الولايات المتحدة "ستواصل مكافحة التهديدات الإرهابية حول العالم".
وأكد الرئيس الأمريكي كذلك على دعمه للشعب اليمني، مشيرا إلى أن "الشعب اليمني عانى سنوات من الحرب، وأنه يدعم الهدنة الإنسانية في اليمن".
كما لم ينس التأكيد على دعمه لحل الدولتين، قائلا: "نفاوض من أجل حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
سيادة لبنان وأزمة ليبيا
من جانبه، أكد نجيب ميقاتي، رئيس الوزراء اللبناني، في كلمته خلال فعاليات اليوم الثاني على إحراز بلاده تقدما ملموسا بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، مؤكدا تمسكه المطلق بسيادة لبنان وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة.
فيما ركز رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على مساعي بلاده لبناء المؤسسات وإرساء مبادئ الديمقراطية، مؤكدا التزام ليبيا بواجباتها ضمن الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز