ألمانيا تستجيب لـ"تهديدات" ترامب وتقبل دفع مزيد من المال لـ"الناتو"
ترامب سبق وأن هدد بأن الحلف فقد صلاحيته إذا لم تدفع أوروبا مزيداً من الأموال في تمويله.
أعلنت وزارة الدفاع الألمانية تأييدها لمطالبة الولايات المتحدة لشركائها في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بزيادة الأموال التي يدفعونها لتمويل أنشطة ومهام الحلف.
وقالت وزير الدفاع، أورسولا فون دير ليين، إن المطلب الأمريكي "عادل".
وشعرت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بالقلق عندما اتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية بقية أعضاء "الناتو" بالتقاعس عن دفع الأموال، ووصف الحلف في وقت سابق بأنه "عفا عليه الزمن"، في إشارة فهم منها البعض أنها تهديد مبطن لأوروبا التي تعاني قلقاً من النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض دول الشرق الأوسط.
لكن ترامب قدم بعض التطمينات هذا الأسبوع عندما قال للقوات الأمريكية: "إننا ندعم حلف شمال الأطلسي بقوة".
وقالت فون دير ليين، إن ألمانيا تتفهم أنها بحاجة إلى زيادة هذا المبلغ، بحسب ما نشرته "رويترز" السبت.
وأضافت في تصريحات صحفية بعد اجتماعه بنظيرها الأمريكي، جيمس ماتيس، في واشنطن: "أعتقد أنه مطلب عادل... إذا كنا نريد التغلب على الأزمات سويا في العالم، أعني مكافحة الإرهاب، وأن نضع أيضاً التحالف على أرض صلبة فعلى الجميع دفع حصتهم".
كما قالت إنها رحبت بعرض طرحه ماتيس بشأن تعميق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، وإنه أبدى التزاماً واضحاً وعميقاً تجاه حلف شمال الأطلسي.
وأثارت أيضاً تعليقات الإعجاب من ترامب عن نظيره لروسي، فلاديمير بوتين، مخاوف بعض الدول الأوروبية من أن الولايات المتحدة قد تخفف العقوبات المفروضة على موسكو بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم في 2014 ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.
وقالت فون دير ليين، إن من المهم أن يبقي أعضاء حلف الأطلسي على الوحدة. وأضافت "من المهم جداً أن نتحدث بصوت واحد".
كما أشارت إلى أنها اتفقت مع ماتيس أيضاً على أن عدداً من المشكلات العالمية بما في ذلك الحرب في سوريا لا يمكن حلها دون روسيا، لكن موسكو بحاجة إلى احترام القانون الدولي وحدود الدول الأخرى ذات السيادة.
وخلال حملته الانتخابية سُؤل ترامب ماذا يفعل لو اعتدت روسيا على دولة عضو بـ"الناتو"، فأجاب في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه لن يقدم المساعدة العسكرية لها إلا إذا "سددت التزاماتها نحونا".
وحلف "الناتو" هو تحالف سياسي وعسكري تأسس عام 1949 في ذروة الصراع والتنافس بين أوروبا والولايات المتحدة من ناحية، والاتحاد السوفيتي السابق من ناحية أخرى.
وكان يهدف إلى حماية المصالح الغربية من النفوذ والتمدد السوفيتي، إضافة إلى دعم مصالح الأعضاء المشتركة في أنحاء العالم.
وبموجب معاهدة الدفاع المشترك فإن المهمة الأساسية للحلف كانت حماية دول أوروبا الشرقية من السوفيت، ولكن حين انهار الاتحاد السوفيتي، تراوحت مهام الناتو بين مجابهة تنظيم القاعدة، إلى مكافحة الاتجار بالبشر واعتراض اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى مواجهة النشاط الروسي في شرق أوروبا وبعض المناطق الأخرى في العالم إذا ما أضرت بمصالح الدول الأعضاء.
وتنص المادة رقم 5، التي تنص على أن أي هجوم على أي عضو هو هجوم على دول الحلف كافة، وفق تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يناير/كانون الثاني الماضي.
والحلف لا يملك جيشاً خاصاً به، ولكن يعتمد على مساهمات قوات الدول الأعضاء.
وحالياً يضم في عضويته 28 دولة، ومقره بروكسل عاصمة بلجيكا.
ويوجد للولايات المتحدة حوالي 4000 من جنود الجيش الأمريكي في بولندا ودول البلطيق، وعشرات الآلاف من الجنود الجاهزين للتدخل خلال 48 ساعة، لدعم أعضاء حلف الناتو، وإرسال رسالة واضحة لروسيا.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت داليا جريبوسكايتي، رئيسة ليتوانيا، إن دول البلطيق ستحث الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على اتخاذ إجراءات أمنية إضافية في المنطقة قبل مناورة كبيرة مزمعة للجيش الروسي في سبتمبر/أيلول المقبل.
وبدأ حلف الأطلسي بالفعل نشر أربع مجموعات قتالية قوام كل منها حوالي ألف جندي في دول البلطيق الثلاث وبولندا في إطار مساعٍ تم الاتفاق عليها أثناء إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لردع روسيا عن التدخل في المنطقة.