مسؤولون ألمان يصفون اعتقال محامي سفارتهم في أنقرة بـ"الفضيحة"
الخارجية الألمانية أعلنت أن السلطات التركية اعتقلت منذ شهرين محاميا تركي الجنسية، يعمل لحساب سفارة برلين في أنقرة
هاجم برلمانيون ومسؤولون ألمان، الجمعة، السلطات التركية بضراوة؛ لاعتقالها محامي سفارة بلادهم في أنقرة، يلماز س، واصفين الخطوة بـ"الفضيحة السياسية"، و"انتهاك للقوانين والأعراف الدبلوماسية".
وكانت برلين أعلنت، الأربعاء الماضي، توقيف "يلماز س" منذ سبتمبر/أيلول الماضي، دون أن توضح أسباب الاعتقال، غير أن وسائل إعلام ألمانية بينها مجلة "دير شبيجل"، ذكرت أن المحامي التركي الذي يملك معلومات عن طالبي لجوء أتراك، متهم بـ"التجسس".
وقال النائب البرلماني عن حزب الخضر (يسار) والخبير في الشؤون الخارجية، أوميد نوريبور لإذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيلا": "اعتقال شخص مقرب من السفارة خطوة استفزازية جديدة من أنقرة".
وأضاف: "الحكومة الألمانية مطالبة باستخدام لغة احتجاج واضحة ووضع إشارة توقف (خط أحمر) للرئيس التركي رجب طأردوغان لا يتجاوزها بأي حال".
من جانبه، قال البرلماني والمتحدث باسم الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الحاكم (يمين وسط)، يورجن هاردت: "الحكومة التركية تعرض علاقاتها مع ألمانيا للخطر.. أنقرة انتهكت الأعراف والقوانين الدبلوماسية المستقرة".
وطالب في حديث لصحيفة "دي فيلت" الخاصة، أنقرة بإطلاق سراح المحامي المعتقل فورا إذا أرادت إنهاء الأزمة دون تداعيات.
أما البرلمانية اليسارية سيفيم داجديلين، فقالت إن اعتقال محامي السفارة يعد إشارة إنذار قوية عن المستوى الذي وصلت إليه العلاقات مع أنقرة.
وأضاف أنه "إذا لم تأخذ المستشارة أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية هايكو ماس، الأمر بجدية الآن، فإن أردوغان سيواصل آخذ رهائن سياسيين، وخرق كل القوانين"، وفق ما نقلته "دويتشه فيلا".
وهاجمت داجديلين أيضا وزارة الخارجية الألمانية واتهمتها بـ"الإهمال الجسيم"، بسبب تركها ملفات طالبي لجوء أتراك مع محام تركي في أجواء عامة من القمع تعيشها بلاده.
كما انتقدت "إبقاء الخارجية الألمانية اعتقال المحامي سرا لمدة شهرين، وتركه بما يملك من بيانات حساسة في قبضة الأمن التركي"، مضيفة: "ربما تعرض مئات الأشخاص الذين يسعون للحماية (اللجوء) في ألمانيا للخطر من قبل جهاز المخابرات التركي أو شبكة أردوغان للتجسس والبلطجة في برلين".
فيما قال خبير الشؤون الخارجية في الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط)، بيجا غير ساراي، لصحيفة "دي فيلت"، إن اعتقال المحامي التركي محاولة متعمدة من أنقرة للحصول على معلومات تمكنهم من إلقاء القبض على معارضين.
بدوره، أكد النائب عن حزب الخضر جيم أوزدمير، في تصريحات لشبكة التحرير الألمانية "خاصة" أن أردوغان لا يعبأ بالقوانين وينتهكها، مضيفا أنه لا يخشى حكومة برلين.
وخرجت الانتقادات أيضا من المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، التابع لوزارة الداخلية الألمانية، حيث قال رئيسه هانز إيكهارد زومر في تصريحات صحفية، إن اعتقال المحامي التركي "فضيحة سياسية".
وكانت الشرطة التركية اعتقلت المحامي "يلماز س" في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، لكن الخارجية الألمانية أبقت الأمر سرا حتى نوفمبر/تشرين الثاني الجاري دون أسباب واضحة.
ويملك المحامي الذي كان يعمل لصالح السفارة الألمانية، معلومات في غاية الحساسية عن أتراك قدموا طلبات لجوء في ألمانيا، وتتخوف سلطات برلين من وقوع هذه المعلومات في أيدي أنقرة.
ونقلت "دي فيلت" عن مصادر ألمانية رفيعة أن 47 طالب لجوء تركيّا متضررون من اعتقال "يلماز س" لأن الأخير يملك معلومات حساسة عنهم.
ومنذ الانقلاب المزعوم في يوليو/تموز 2016، لجأ الآلاف من المعارضين الأتراك وأعضاء بحركة الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بتدبير الانقلاب، إلى ألمانيا هربا من قمع نظام أردوغان.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز